Wednesday, April 26, 2006

ماذا فعل بارئيل الإسرائيلي في قلب القاهرة؟!




اعترافات سائق تاكسي مصري في صحيفة إسرائيلية

ماذا لو قابلك صحفي إسرائيلي في مقهي بوسط البلد؟ ماذا لو تجاذب معك أطراف الحديث ليحصل منك علي معلومات شاملة ووافية عن مصر؟ ماذا لو جلس في القاهرة يجوبها ليل نهار ليبعث بالتقارير التي تفيض بمعلومات وأرقام عن المجتمع والاقتصاد المصري إلي صحيفته في إسرائيل؟! ماذا لو علمت أنها ليست المرة الأولي التي يدخل فيها مصر. إنها المرة الثالثة منذ اندلاع انتفاضة الأقصي، أعد في الأولي تقريرا عن موقف الشارع المصري والمثقفين المصريين من الانتفاضة، وفي الثانية تحقيقا صحفيا عن تدهور الأوضاع الاقتصادية المصرية بسبب استمرار الانتفاضة اعتمد فيه علي تقارير صحفية عربية نسبها لمصادر مصرية مجهولة ليظهر كأنه يمتلك صلات قوية مع خليط من المثقفين والخبراء المصريين، إنه "تسفي بارئيل" الصحفي المتخصص في الشئون العربية بصحيفة هاآرتس الذي يفاخر بأنه يدخل إلي مصر، ويلتقي بالناس، ويسجل علي لسانهم، ويرسل بالتقارير إلي كيانه الصهيوني، ويسافر مخرجا لسانه للمصريين. ويعود من جديد ليكرر نفس التجربة. هذه المرة استقل "تسفي بارئيل" سيارة تاكسي مصرية اختارها سيارة قديمة، وقرر أن يتعرف من خلالها إلي أحوال المصريين، وبالفعل بعث بأول تقاريره من القاهرة لينشر في هاآرتس الجمعة 12/ 9/ 2003، ويروي فيه تفاصيل زيارته الحالية إلي مصر، وتعرفه إلي "أسامة" شاب مصري يملك تاكسي "فيات" موديل 79، اشتراها سنة 1985 من طبيب مصري مقيم بمنطقة جاردن سيتي، التاكسي الخاص بأسامة مميز حسب برواية "بارئيل"، فقد ثبت بجوار عداد السرعة صورة لجمال عبدالناصر، وصورة أخري للرئيس مبارك تتدلي من مرآة السيارة. أما صورة السادات فغائبة لأنه "كان خائنا"، كما يقول أسامة.
ويقول "بارئيل" إن أسامة كما عرفه مسلم معتدل مثل غالبية الشعب المصري، يدير شريط كاسيت لرجل دين إسلامي مشهور، ويضع مصحفا صغيرا بحرص علي تابلوه السيارة، ولا ينسي أن يقول "بسم الله الرحمن الرحيم" قبل أن يدير السيارة بسلكتين كهربائيتين تتدليان من التابلوه، بدلا من المفتاح.
ونتتبع تقرير الصحفي الإسرائيلي عن أحوال مصر المحروسة الاجتماعية والاقتصادية من خلال سائق التاكسي لنعرف ماذا يفعل بارئيل في مصر يقول: "أسامة يعمل سائق تاكسي في المساء فقط، أما في يومي الخميس والجمعة فيعمل طوال الليل لأن الجمعة والسبت إجازته، فهو موظف متوسط بأحد البنوك المصرية يعمل حتي الخامسة مساء.
يقول "بارئيل": "لم أساومه علي ثمن المشوار، فهناك ثلاثة مبادئ تحكم التعامل مع سائقي التاكسي في القاهرة، إذا دفعت أجرة لا تغضبه، فأنت راكب محترم تعرف مصر جيدا، وإذا تساومت قبل أن تركب فأنت سائح غريب عن البلد، وإذا تركت للسائق أن يحدد الأجرة فبالتأكيد أنت ساذج. في كل تاكسي مثبت عداد، لكنه لا يعمل في مصر منذ عشرات السنين. ولكي تصبح راكبا محترما وتدفع أجرة لا تغضب السائق، يجب أن تكون ملما بالتطورات الاقتصادية والاجتماعية في مصر، بل وبما يعانيه المواطن المصري من ضغوط، طبعا مشكلة لا يواجهها راكب التاكسي في الأردن، أو تركيا حيث تعمل العدادات بموجب القوانين".
وفي مصر يجب أن تميز بين الاختناقات المرورية المألوفة، وبين الزحام الناتج عن غزو العراق، والذي يكلف الراكب أكثر من المعتاد. ففي منطقة جاردن سيتي علي سبيل المثال، حيث تقع السفارة الأمريكية والبريطانية، أغلقت أجهزة الأمن جميع شوارع المنطقة تقريبا أمام حركة السيارات لاعتبارات أمنية. وانتشر رجال الشرطة والحواجز المرورية نصبت في مداخل الشوارع، منذ اندلاع الحرب. ولعله سبب كاف ليكره الآلاف من سكان هذه المنطقة أمريكا التي جعلت حياتهم لا تطاق بسبب الإجراءات الأمنية. هذا بخلاف آلاف السيارات التي باتت مضطرة للالتفاف دورة كاملة حول منطقة جاردن سيتي. والتعطل بسبب الازدحام المروري عند مداخل ومخارج المنطقة، وبالتالي فإن مدة المشوار التي لم تكن تزيد علي سبع دقائق صارت الآن لا تقل عن 40 دقيقة، وبالتالي ارتفعت تكلفة المشوار بالنسبة لأبناء الطبقة الوسطي الذين لا يريدون ركوب الأتوبيسات العامة التي تقطع مسافات طويلة جدا، ولا يعتمد عليها، وبالنسبة للسيدات التي لا تريد الانتشار وسط الرجال في أتوبيسات النقل العام.
يقول لي أسامة: "الآن نطلب جنيها زيادة بسبب الزحام" أسامة يحصل علي 600 جنيه راتبا شهريا لقاء عمله في البنك، والتاكسي يدر عليه حوالي 500 جنيه أخري. لكن بيته يحتاج لحوالي 1500 جنيه شهريا. وسألته من أين يعوض الباقي فرد: "ربنا مابينساش حد". ولم يوضح لي أكثر من ذلك. الجنيه الزيادة الذي صار لزاما علي المصري دفعه بسبب غزو العراق، يعني 30 جنيها شهريا، أي حوالي 5% من متوسط دخله شهريا.
ويضيف "بارئيل": "مضت ثمانية أشهر منذ قررت الحكومة تعويم الجنيه، وقد انخفضت قيمته بشدة منذ ذلك الوقت. حتي نهاية يناير الماضي كان الدولار يساوي 4.51 جنيه مصري "كان من قبل بـ 2.5 جنيه، ثم وصل إلي 3.5 جنيه"، أما الآن فسعر الدولار في مصر رسميا 6.15 جنيه. ورئيس الوزراء عاطف عبيد الذي لا يفوت مناسبة إلا وتحدث عن التحسن الملموس في الاقتصاد المصري، وبخ مؤخرا التجار ورجال الأعمال الذين يستغلون انخفاض قيمة الجنيه، ويرفعون الأسعار.
ويقول أستاذ جامعي متخصص في الاقتصاد بجامعة القاهرة: "لقد اضطرني غلاء المعيشة في الشهور الستة الماضية، لسحب كل مدخراتي من البنك، بدلا من أن تشجع الحكومة أشخاصا مثلي علي إيداع أموالهم، تضطرني لسحب الفلوس حتي أوفي التزاماتي اليومية". أما الأغنياء ورجال الأعمال فيخرجون أموالهم من مصر لعدم ثقتهم في الجنيه المصري، وفي سياسات الحكومة. عندما تضيف لذلك نسبة البطالة المرتفعة، وغياب المشاريع التي توفر فرص العمل، وضياع العائد من السياحة، وعدم قدرة مصر علي المنافسة في السوق العالمية، بسبب سوء السلع، نصل لنتيجة حتمية بأن الحكومة لن تستطيع الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين خلال عدة سنوات".
ومن التاكسي الذي بحث فيه بارئيل عن أحوال مصر إلي حي الحسين، والأزهر للبحث وراء فتوي الشيخ العش بخصوص مجلس الحكم الانتقالي، حيث دلف بارئيل في البداية إلي مكتبة السلام أمام الجامع الأزهر، وذاب وسط زوار المكتبة الذين جاءوا لشراء الكتب الدينية يشاهد ويسجل ملاحظاته، ويقول: "أرفف المكتبة مقسمة بحرص إلي أربعة أقسام بحسب المذاهب الإسلامية الأربعة المشهورة، ورف خامس لكتب عن المذهب الشيعي. المكتبة لا تعتمد علي جهاز كمبيوتر لتسجيل هذا الكم الهائل من الكتب، فكل محتويات المكتبة مسجلة جيدا في عقول العاملين بها يكفي أن تحدد اسم الكتاب، أو المؤلف، أو حتي تذكر موضوعا معينا، ليضعوا أمامك عشرات العناوين في الموضوع. تسفي بارئيل أراد أن يصعب المأمورية علي عمال المكتبة وطلب كتاب "معالم علي الطريق" للشيخ سيد قطب الذي يحدد فيه أسلوب المراحل الذي تبنته حركة الإخوان المسلمين، ويقول بارئيل: رمقني البائع بنظرة مرتابة، وقال "الكتاب ممنوع من النشر". ويقول بارئيل مازال اسم سيد قطب يثير قلق وخوف البعض في مصر، وبعض كتبه توزع سرا بين طلبة وكوادر في حركة الإخوان المسلمين، ويضيف: "إن قطب والشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة حماس، قبض عليهما معا سنة 1965 في حملة الاعتقالات التي قام بها عبدالناصر ضد الإخوان، وقد كان تأثير سيد قطب علي الشيخ أحمد ياسين واضحا خاصة في مواقفه الدينية، والتنظيمية عندما قرر إقامة حركة حماس. لكن بارئيل لم يذهب مكسور الخاطر لقد تطوع أحد زبائن المكتبة بإعارته نسخة مصورة من الكتاب!.
محمد عبود

Labels:

Saturday, April 22, 2006

في ندوة إسرائيلية بصحيفة معاريف




دقت ساعة الصفر النووي
إيران توفر شبكة أمان نووي للعرب
أي رئيس أمريكي يهاجم طهران أحمق
مصر والسعودية في النادي النووي بعد إيران

21 مارس 2006، عيد رأس السنة الإيرانية، على خلفية موسيقى الاحتفالات بالعام الجديد التي يبثها التليفزيون الإيراني، يعلن الرئيس "أحمدي نجاد" أن بلاده أجرت تجربة نووية ناجحة، وانضمت لنادي الكبار، بحصولها على القنبلة النووية. وتدفق ملايين الإيرانيين إلى الشوارع في مظاهرات احتفالية تلعن الغرب وإسرائيل. ودعا الرئيس الإيراني الدول العربية للوحدة من أجل إعلان الجهاد ضد إسرائيل، ووعدهم بتوفير مظلة نووية إيرانية ضد أي هجوم إسرائيلي غير تقليدي.
هذا هو السيناريو الثالث الذي وضعه الخبراء الإسرائيليون خلال الندوة الخطيرة التي جمعتهم بمقر صحيفة معاريف، في تل أبيب، والتي ضمت ستة خبراء إسرائيليين في شئون الشرق الأوسط، والدراسات الاستراتيجي والعلاقات الدولية في محاولة للإجابة عن الأسئلة التي تقلق صناع القرار في تل أبيب بشأن القنبلة النووية الإيرانية. ووضعوا ثلاث سيناريوهات للقضية، تكشف مدى العجز الأمريكي والإسرائيلي والغربي عامة، في مواجهة القنبلة النووية الإيرانية القادمة لا محالة.
وقد حضر هذه الندوة، اللواء "يعقوب عميدور" رئيس شعبة العمليات بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) السابق، والبروفيسور "دافيد منشاري" رئيس مركز الدرسات الإيرانية بجامعة تل أبيب. والباحث "هيرش جولدمان" من مركز يافيه للدراسات الاستراتيجية المتخصص في الشئون الأمريكية، والبروفيسور "أيال زيسار" رئيس قسم تاريخ الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب المتخصص في الشئون العربية، ود. "شارون بيدرو" مدير مركز الأبحاث الاجتماعية والسياسية الأوربية بجامعة بن جوريون، والبروفيسور "أمنون سيلع"، من معهد هرتسليا للمناعة القومية محللا للموقف الروسي في إطار ما يطرح في الندوة من أسئلة. و حاول الخبراء الإسرائيليون الإجابة على الأسئلة التالية، هل إسرائيل قادرة على إنزال ضربة تقضي على البرنامج النووي الإيراني، وماهي ردود فعل الدول العربية؟ كيف سيتصرف الأمريكان إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في وقف سباق آيات الله نحو القنبلة؟ كيف ستبدو المنطقة في اليوم الذي سيعلن فيه الرئيس "أحمدي نجاد" أن بلده أجرت تجربة نووية ناجحة؟
وخرجت فعاليات الندوة بثلاث سيناريوهات لتطورات الأزمة، الأول يرجح قيام إسرائيلية بضربة إجهاضية للمشروع الإيراني، والثاني يستبعد قيام أمريكا بالمهمة نيابة عن تل أبيب، والثالث يحاول رصد التغييرات السياسية التي ستطرأ على مواقف الدول العربية، وإسرئيل في حال حصول إيران على السلاح النووي.


السيناريو الأول
هجوم إسرائيلي

26 أبريل 2006، شبكات التليفزيون العالمية تبث أنباء عن هجوم جوي مكثف على عشرات الأهداف في جميع أنحاء إيران. وبعد مرور عدة ساعات يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤتمرا صحفيا عالميا، يؤكد فيه أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم سلسلة طويلة من المواقع النووية الإيرانية. وراح ضحيتها مئات الأشخاص الذين تواجدوا في مناطق الهجوم.

يرى رئيس شعبة العمليات بالمخابرات الإسرائيلية اللواء "يعقوب عميدور" أن هذا السيناريو هو الأفضل بالنسبة لإسرائيل، وأمريكا، وفيما يتعلق بالدراسة البريطانية التي صدرت الأسبوع الماضي، لتحذر من موجة إرهاب عالمي تزهق أرواح آلاف القتلى عقب أي هجمة عسكرية ضد إيران. فإنها تذكرني بالقصة التي رددوها عندما هددت إسرائيل باغتيال الشيخ أحمد ياسين، وأشاعوا أن الشرق الأوسط سيشتعل!! وأظن أن قدرة إيران على رد الفعل أقل بكثير مما ورد في البحث البريطاني خاصة فيما يتعلق بما تمتلكه من صواريخ متطورة. فإسرائيل وصلت إلى قدرة دفاعية تمكنها من صد الصواريخ الإيرانية، وإبعاد خطرها. لكن المشكلة الحقيقية تتركز في كميات ونوعيات الصواريخ التي أصبحت بحوزة حزب الله. ولهذا عندما نهاجم إيران يجب أن نأخذ موضوع حزب الله في الاعتبار، وإن كان من غير المؤكد حتى اليوم أن حزب الله هو الذي سيرد بالنيابة عن إيران.

- هل لدى إسرائيل القدرات العسكرية التي تؤهلها لشن هجوم خاطف ضد إيران؟
- اللواء عميدور: هذا سؤال صعب. إذا نظرنا إلى المسألة بشكل مجرد، من حيث كمية القنابل المتوفرة، والمسافة الجغرافية التي تفصلنا عن إيران، فإننا نستطيع تنفيذ العملية بكل يسر. لكن إذا أخذنا في الاعتبار أن عدد من الدول تفصلنا عن إيران، وإننا يجب أن نفكر في طريق عودة الطائرات، قبل أن نفكر في طريق الذهاب فإن المسألة في غاية الصعوبة. والحل يكمن في الحصول على موافقة دول الجوار. أو ضوء أخضر أمريكي، وبعض المساعدات اللوجستية من القوات الأمريكية في العراق.
- وماذا سيكون رد الفعل الأمريكي على الهجوم الإسرائيلي؟
- هيرش جولدمان (الولايات المتحدة): لو كنت في موقع اتخاذ القرار في الولايات المتحدة الأمريكية كنت سأقول لإسرائيل أن إحدى قواعد السياسة الأمريكية هي منع أي هجوم إسرائيلي على إيران بأي ثمن. فأي هجوم من هذا القبيل يضر أكثر مما ينفع. لقد رأينا ما فعلته عدة "رسوم كاريكاتورية" في العالم الإسلامي. ولك أن تتخيل ما يمكن أن يتسبب فيه هجوم إسرائيلي ضد إيران. والأهم أن إسرائيل يجب أن تركز في الدفاع عن نفسها، لا الهجوم على الآخرين. وتعالى نفترض أن إيران حصلت على قنبلة نووية أو قنبلتين أو ثلاث، ما المشكلة، فطبقا لما ذكره "فانونو" فإن إسرائيل تمتلك حوالي مائتي قنبلة نووية. ولديكم صواريخ "حيتس" بأعداد تمكن من إطلاق عشرين صاروخ على كل مقذوف صاروخي يخرج من طهران. إن التعامل الإسرائيلي مع الملف الإيراني ينطوي على قدر كبير من الهستريا غير المبررة. ويجب أن تأخذوا في الاعتبار أن أي هجوم نووي إيراني على إسرائيل سيؤدي إلى قتل مئات الآلاف من العرب، وتلويث المياه الإقليمية، وتدمير نصف الشعب الفلسطيني، وربما تدمير المسجد الأقصى أيضا. ولا أظن أن واحدا من آيات الله، حتى لو كان سكرانا، يمكن أن يقدم على مثل هذه الخطوة الخطيرة.
وبناء على ذلك يجب أن نركز على المجهودات الدولية الرامية إلى تقليل إمكانية حصول إيران على السلاح النووي. والأهم من ذلك عدم حصول دول أخرى في الشرق الأوسط على نفس السلاح. فإذا حصل الإيرانيون على النووي، فمن يضمن ألا يحصل عليه المصريون والسعوديون.
وهنا يتدخل البروفيسور "دافيد منشاري" المتخصص في الشئون الإيرانية ليقول: "أن لا أعرف ما هو رد الفعل الإيراني الممكن إذا تلقت إيران ضربة إسرائيلية. فإيران دولة لم تشعر بأي قلق على حياة أبنائها طوال ثماني سنوات هي مدة الحرب الإيرانية- العراقية. وردود فعل الإيرانيين غير مضمونة إذا تعرضت كرامتهم القومية للمساس. ساعتها سترد إيران بكل ما يتاح لها من وسائل. لديهم صواريخ يمكنها أن تضرب العمق الإسرائيلي، ولا أظن أنها ستتردد في استخدامها. ويجب أن نفهم أن القضية النووية هي قضية محل إجماع قومي في إيران، حتى المعارضة الإيرانية في الخارج تدعم وتساند هذا المشروع بكل ما أوتيت من قوة. خاصة وان إيران محاطة بعدة دول تمتلك السلاح النووي مثل الهند وباكستان وإسرائيل، وغيرها.
كما أن الإيرانيين ليسوا حمقى. لقد أرسوا قواعد العمل الدبلوماسيين قبل أن تظهر الولايات المتحدة على مسرح التاريخ. والتوليفة التي تجمع بين تاجر العاديات الناجح، وآية الله الحاكم، تخلق سياسيين شطار. الأمريكان يتعاملون مع دولة جادة, ومع أشخاص يعرفون الوصول إلى الحافة مع تفادي خطر السقوط في الهاوية. لدى الإيرانيين ثروات نفطية هائلة، وكل دولار زيادة في سعر برميل النفط يضيف في السنة مليار دولار جديد للخزينة الإيرانية، وهم يدركون أن العالم الغربي مفتت، وأن روسيا والصين في جانبهم.

-السؤال الآن ماذا ستكون ردود الأفعال العربية على أي هجوم إسرائيلي ضد إيران؟
-البروفيسور "إيال زيسار" (شئون عربية): لا يوجد شيء أصلا اسمه العالم العربي، أننا نتحدث عن دول مختلفة في السياسات والتوجهات، وليس أدل على ذلك من المواقف العربية من قضية غزو العراق. لكن مع ذلك يجب أن نذكر أن هناك رأي عام معاد لإسرائيل. وهذا الرأي العام يساند المشروع الإيراني بوصفه فرصة للقضاء على إسرائيل. وإذا تجاوزنا الرأي العام العربي، فإن الدول الموالية للغرب تخشى اللحظة التي ستمتلك فيها إيران سلاحا نوويا. ولكنهم لا يعلنون عن مواقفهم الحقيقية، وإذا هاجمت إسرائيل المشروع الإيراني لن تزيد ردود أفعالهم عن الشجب والإدانة، والمطالبة بنزع السلاح النووي الإسرائيلي. وحتى الدول والقوى المعنية بحصول إيران على سلاح نووي مثل سوريا وحزب الله، أشك في أنهم سيردون بالنيابة عنها حال تعرضها لهجوم إسرائيلي. فحزب الله قد يوصف بأنه موالي لإيران، لكن هذا لا ينفي أنه صاحب سياسة مستقلة، ولن ينجر لمواجهة شاملة مع إسرائيل، قد يقتصر الأمر على عملية هنا، وأخرى هناك. خاصة أن المواجهة الشاملة لا تخدم أهدافه في السياق اللبناني.
-تعرضت روسيا لانتقادات كثيرة بسبب مساعدتها لإيران، ماذا يريد الروس بالضبط؟
-البروفيسور سيلع (روسيا): " لدى الصين وروسيا مصالح اقتصادية هائلة في إيران. 13% من النفط الذي تستهلكه الصين يأتي من إيران. وإذا فرض حظر دولي على إيران فهذا يعني كارثة مروعة للصينيين. وكذلك الروس لا يستطيعون تجاهل أن الإيرانيون دفعوا حوالي مليار دولار، على الطاولة، مقابل المساعدات الروسية في مفاعل "بوشهر". وحوالي 700 مليون دولار مقابل أسلحة تقليدية وصواريخ. علاوة على أن روسيا تقف وراء مشروع إقامة أنبوب نفط يربط بين إيران والهند وباكستان. وإذا كانت أوروبا عاجزة عن الإقدام على فرض حظر على إيران بسبب مصالحها الاقتصادية، فما بالك بروسيا".


السيناريو الثاني
هجوم أمريكي

24 نوفمبر 2006، التليفزيون الأمريكي يقطع فجأة برامج عيد الشكر، ليذيع نبأ الهجوم المشترك الذي قامت بها القوات الجوية والبحرية على المشروع النووي الإيراني. وقد شارك في هذا الهجوم وحدات المارينز، وتسببت الخسائر الرهيبة الناجمة عن الهجوم الأمريكي في خروج ملايين المتظاهرين الثائرين في العالم العرب والإسلامي. وخرجت تنظيمات المقاومة تهدد برد فعل يقلب العالم الغربي رأسا على عقب.

هذا السيناريو الذي طرحته صحيفة معاريف لم يلق قبول أي من المشاركين في الندوة، فغالبيتهم، بما في ذلك المتخصص في الشئون الأمريكية، تشككوا في إمكانية حدوث هذا السيناريو.
-ويقول هيرش جولدمان (أمريكا): "فلنفترض أن أمريكا قررت الهجوم. لا أظن أنه من الممكن مهاجمة المواقع الإيرانية بالأسلحة التقليدية، ومن يقرر الهجوم يجب أن يأخذ في الاعتبار ضرورة استخدام سلاحا نوويا تكتيكيا. وأظن أن الخسائر في هذه الحالة ستزيد عن المكاسب. فهذا الهجوم قد يبرر الحرب البيولوجية ضد الأمريكان. ويجرنا للدخول في عصر الإرهاب غير التقليدي ضد كل الأهداف الغربية بلا استثناء. والرئيس الأمريكي الذي يقدم على مثل هذه الخطوة يرتكب حماقة أخطر من حماقة غزو العراق. وبدلا من ضرب إيران كنت أفضل تحسين المعلومات الاستخبارية التي ظهر جليا قصورها في ليبيا، وأماكن أخرى. وأحاول أن أعزز العلاقات مع الصين، وأجفف المنابع التي من الممكن أن تحصل منها إيران على المواد التي تنقصها لاستكمال برنامجها النووي.وحتى لو حصلوا بعد ذلك على قنبلة أو اثنتين، فكأنهم لم يحصلوا على شيء، لأنها قنابل غير قابلة للاستخدام الفعلي.
- وهنا يتدخل اللواء "يعقوب عميدور" قائلا: "لا أظن أن الإيرانيين يلهون بالموضوع النووي، بل يجب أن تعلم أن لديهم التزام أيديولوجي يرمي إلى تدمير إسرائيل. وفي هذه المسألة لا يجوز لصناع القرار في تل أبيب إلا أن يتصوروا السيناريو الأسوء. وليس معنى ذلك ضرورة الهجوم على إيران غدا، ولكن يجب إيجاد منظومة ردع قوية حتى يعرف الإيرانيون الثمن الفادح الذي سيدفعونه لو هاجموا إسرائيل.
-بغض النظر عن القضايا الأمنية الإسرائيلية، نريد أن نعرف كيف ستؤثر المظلة النووية الإيرانية على قرارات الدول العربية؟
-البروفيسور "زيسار": "العالم العربي لا يرى أن القدرات النووية الإيرانية تمثل تهديدا موجها إليه بالمرة. فعلى مستوى الشارع، وربما في أوساط الإدارة، هناك شعور بالشماتة في إسرائيل والولايات المتحدة. والأمر المؤكد أننا سنواجه شرق أوسط جديد. فعلى سبيل المثال، كيف ستفكر سوريا في خيار السلام الذي تبنته خلال التسعينات؟ هل سيجد المسئولون السوريون حاجة ملحة في الوصول إلى سلام مع إسرائيل، في ظل وجود قوة نووية إيرانية؟ لا شك أن هذه القنبلة ستخلق شعورا نفسيا بالانتصار المدوي الذي حققه العالم الإسلامي، وستبرز أفكار من نوع "أن تصفية إسرائيل هي مسألة وقت لا أكثر ولا أقل". وستنتشر هذه الأفكار في العالم العربي من المحيط إلى الخليج. والقوى الراديكالية مثل حزب الله والجهاد، وحماس ستعيد النظر فيما يمكن أن يقدموا عليه إزاء إسرائيل، ودول مثل مصر والسعودية سيصلان إلى نتيجة حتمية بضرورة حصولهما على سلاح نووي كما إيران وإسرائيل.

السيناريو الثالث
قنبلة نووية إيرانية

21 مارس 2006، عيد رأس السنة الإيرانية، على خلفية موسيقى الاحتفالات بالعام الجديد التي يبثها التليفزيون الإيراني، يعلن الرئيس "أحمدي نجاد" أن بلاده أجرت تجربة نووية ناجحة، وانضمت لنادي الكبار، بحصولها على القنبلة النووية. وتدفق ملايين الإيرانيين إلى الشوارع في مظاهرات احتفالية تلعن الغرب وإسرائيل. ودعا الرئيس الإيراني الدول العربية للوحدة من أجل إعلان الجهاد ضد إسرائيل، ووعدهم بتوفير مظلة نووية إيرانية ضد أي هجوم إسرائيلي غير تقليدي.
يقول اللواء "عميدور": إذا حدث هذا السيناريو فإن العالم سيتغير تماما. فعلى الصعيد الإسرائيلي سيخلق هذا الأمر ثلاث إشكاليات: أولا سيتسبب ذلك في إفقادها القدرة على المناور الاستراتيجية، ففي كل مرة ستود إسرائيل اتخاذ قرار استراتيجي من العيار الثقيل، سيتوجب عليها أن تسأل ما هو رد الفعل الإيراني، وهل نستطيع أن نتخذ هذا القرار، وكيف نمرره دون أن نجرح الخيط الرفيع الذي يحفظ توازن الردع النووي. ثانيا سيشعر خصومنا بمساحة اكبر من حرية الحركة، لأنهم سيدركون أنه منذ اللحظة التي حصلت فيها إيران على السلاح النووي فهناك أشياء كثيرة لن نستطيع الإقدام عليها. مثلا ماذا نستطيع أن نفعل إذا أشعل حزب الله الجبهة الشمالية؟. ثالثا لا اشك أننا سنرى بعد ذلك عدة دول نووية أخرى في الشرق الأوسط.

Labels:

Wednesday, April 19, 2006

فضيحة: خبراء "إسرائيليون" يديرون مزرعة جمال مبارك في سيناء


يوسف والي وأسامة الباز يتعاونان مع جمعية سرية صهيونية

لا يخلو جراب جمال مبارك من المفاجآت، وأخر مفاجآته امتلاكه مزرعة مانجو شاسعة في سيناء تضم أكثر من 60 ألف شجرة. وكشفت صحيفة هاارتس العبرية في عددها الصادر بتاريخ 10-4-2006 عن تعاون اقتصادي بين أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني جمال مبارك، وخبراء "إسرائيليين".
وكانت الصحيفة نشرت تقريرا مطولا كتبه محرر الشئون الاستخبارية بالجريدة "يوسي ميلمان" عن رحلة قام بها عدد من ضباط الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في حرب أكتوبر للبحث عن رفات زملائهم الذين قتلوا أثناء المعارك في سيناء. وفي ثنايا هذا التقرير ذكر "ميلمان" أن المجموعة الإسرائيلية مرت على مزرعة جمال مبارك في سيناء، وهي مزرعة مترامية الأطراف مقامة على آلاف الأفدنة، وتحتوي على 60 ألف شجرة مانجو. ويشرف عليها خبراء "إسرائيليون"، يوجهون الفلاحين، ويقدمون الإرشاد الزراعي اللازم لمزرعة جمال مبارك، الذي وصفته الصحيفة في نفس التقرير بالوريث السياسي لحسني مبارك.

الكارثة الأكبر التي كشفتها الصحيفة العبرية، أن مجموعة الضباط "الإسرائيليين" دخلوا إلى أماكن في سيناء "محظور وصولهم إليها"، بفضل علاقات ضابط "إسرائيلي" متقاعد، ورجل أعمال حالي يدعى "يتسحاق سيجف" كان الحاكم العسكري لسيناء في فترة الاحتلال "الإسرائيلي" ثم ملحق عسكري في "إيران"، وشارك في عدة هجمات كوماندوز على القوات المصرية، وأسس جمعية سرية تعرف باسم "أبناء إبراهيم" ركزت نشاطها في البداية على توطيد العلاقات بين المسئولين "الإسرائيليين"، ونظرائهم الفلسطينيين، وعندما فشلت بسبب اندلاع انتفاضة الأقصى، سعى "سيجف" إلى توطيد علاقات رؤسائه، مع المسئولين المصريين. واستطاع من خلال هذه الجمعية تسهيل مهمة "الإسرائيليين" الأخيرة في سيناء مستعينا كما تقول الصحيفة، بأسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك، ويوسف والي نائب رئيس الوزراء، ووزير الزراعة السابق، ومسئول أمني آخر رفيع المستوى.
وقام المسئول الأخير بتوفير حراسة لصيقة للوفد "الإسرائيلي" عبارة عن حرس خاص مدججين بمدافع رشاشة من طراز "كارل جوستاف"، علاوة على جيش جرار من الجنود ورجال الشرطة، وأتوبيس نقلهم من القاهرة إلى الاسماعيلية، تتقدمه دراجة بخارية، لأفساح الطريق، وتتذيله سيارة مكدسة بالحرس الخاص، وعلى متنه مترجم عبري كان يعمل سكرتيرا للمركز الأكاديمي "الإسرائيلي"، وسبق له أن زار إسرائيل 34 مرة.
مـحـمـد عـبـود

Labels:

Wednesday, April 12, 2006

شارون

Labels:

إسرائيل تسرق الرواية رغم أنف المؤلف



اغتصاب "عمارة يعقوبيان" / بقلم محمد عبود
01/11/2004 16:23

عمارة يعقوبيان” ليست كمثلها من الروايات.فما أن تبدأ في قراءة سطورها الأولى حتى تملك عليك أحاسيسك. وتشدك إليها بخيوط خفية، غير محسوسة. تسلمك الصفحة الأولى إلى الأخيرة. دون أن تشعر كم مضى عليك من الوقت مستلقيا على مقعد، وقد استسلمت للأديب يصعد بك من شقق "يعقوبيان" إلى "سطوحها". ويلف بك في أعماق أعماق منطقة "وسط البلد" وشخوصها. وعند نهاية هذه السهرة الدافئة بين ضفتي رواية من "لحم ودم" لا تشعر بأنك أحد قراء الرواية، بل شريكا فيها، جزءا منها، وهي جزء منك. تحبوتعشق حبكتها، ولغتها، وبنائها، وشخصياته الرئيسية..كالثانوية. تشعر بالانتماء للعمارة، فهي تعد عالما ميكروسكوبيا صغيرا لما يحدث في مصر كلها.تراكضت هذه الأفكار مجددا،هذا الأسبوع، تجاه رواية "عمارة يعقوبيان".عندما قرأت دراسة نقدية مطولة وعميقة عنها باللغة العبرية في الملحق الأدبي والثقافي لجريدة هارتس، أهم وأوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا. دراسة تعدتالثلاثة ألاف كلمة، ونشرت على صفحتين تضاهيان قطع صحيفة “العربي". “الدراسة التي أعدها الناقد الإسرائيلي "يوآف كافو" الملم باللغة العربية قد يخيل للبعض، وعن حق، أنها أنصفت الرواية، وأعطتها حقها. وقد يخامر البعض شعورا بالسعادة عندما يطالع دراسات نقدية غربية عن أعمالنا الأدبية، مما يعكسه ذلكمن اهتمام بانجازنا الحضاري في أبهى صوره الأدبية. لكن عندما يقوم بهذا الدراسة ناقد إسرائيلي في ظني أن الأمر مختلف جد الاختلاف. ويقف القلم عاجزا عن وصف هذه الأحاسيس، أمام التعبيرات التي اكتسى بها وجه "لعلاء الأسواني" الأسمر الصافي، فور مطالعته للنص الكامل لهذه الدراسة عن روايته. لم ينل منه الغرور لأن الناقد الإسرائيلي وضع روايته في مصاف "عيون الابداع الروائي العربي". والتقط في ثوان معدودة ما بين السطور. وطوى الصفحات حزينا مرة،لأن "الناقد" لم يتخل عن صهيونيته حتى هو يتعرض لعمل أدبي، وألف مرة لأن الإسرائيلي "كافو" تحول فجأة من ناقد أدبي، إلى لص يحرض على اغتصاب "عمارة يعقوبيان". معاقبا علاء الأسواني لأنه ناقد يحترم نفسه يرفض التطبيع، ويرفضإسرائيل، ولم يمد يده يوما لمصافحة إسرائيلي ممن يهبطون يوميا على منطقة "وسط البلد". **** بعنوان (من عالم "السطوح" العلوي إلى عالم الشقق السفلي)، نشرت هارتس تلك الدراسة الجديرة بالقراءة، والتي سنستعرض بعض أبرز نقاطها هنا، لظروف المساحة.يقول كافو: "عندما تسلم الأديب المرموق جمال الغيطانيمسودة "عمارة يعقوبيان" لم يجرؤ ملاك النوم أن يقترب منه طوال الليل، فقد أدرك الغيطاني أنه يقبض بيديه على "عمل معجزة" يبشر بعودة الواقعية الإنسانية التي أرسى قواعدها الاستاذ نجيب محفوظ...وكما كان يحدث في الزمن الجميل، زمن نجيب محفوظ، بدأت الرواية تشق طريقها للنشر في الملحق الثقافي "بأخبار الأدب"، على مدار اثنى عشر أسبوعا. ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت الرواية الأكثر مبيعا في مصر والعالم العربي". لقد سبق لي أن طالعت دراساتنقدية أجنبية(فرنسية وانجليزية) متعددة كتبت عن روايات عربية، وكنت أشعر أن هذا الناقد أو ذاك الذي آل على نفسه كتابة دراسة نقدية عن عمل أدبي يحتضن الرواية، والأديب وينسج معزوفة نقدية تبصرك بمناطق جديدة في العمل، وبعيونغربية، لكنها المرة الأولى التي أطالع فيها دراسة كارهة، تتعامل مع الأديب بوصفه لا يستحق، وتنكر عليه أبسط حقوقه، فرغم حالة التيه التي تملكت من الناقد بالرواية، إلا أنه لم يقل كلمة واحدة في حق الأديب، بل أنكر عليه نجاحه، قائلا: "وعلى الرغم من أن العنصر الجنسي في الكتابة الأدبية يسيطر على بعض صفحات الرواية. لم تثر في مصر عاصفة، ولم يقاطع الأديب، ولم يطالب أحد بنفيه، ولم يهدد بالقتل. على العكس تماما. توج طبيب الأسنان علاء الأسواني "باعثا للواقعية الليبرالية المصرية"، واصبح نجما في عالم الثقافة، لا تتوقف اللقاءات الاعلامية معه للحظة واحدة". وأظن أن هذه الجملة لوقالها في حق أديب يهودي لاتهم بالتحريض على القتل وعوقب قانونيا. ويشرع "كافو بعد ذلك في معالجة الرواية نقديا قائلا: ""عمارة يعقوبيان" هي قصة بناية متعددة الطوابق بوسط القاهرة (وسط البلد). ومن خلال تاريخ العمارة، وسكانها،والخدم العاملين فيها، ومن يكرهونها، ومن يحاولون هدمها، ينجح الأسواني في تسطير تاريخ مصر اعتبارا من النصف الثاني من القرن العشرين وحتى يومنا هذا. كل ذلك في رواية إيقاعها سريع، تنتقل بك بشكل مفاجئ، بين مواقع أحداث مختلفة.وبالتأكيد ستتلاحق أنفاس القارئ، لكنه لن يتصبب عرقا أبدا...وسارت وتيرة الحياة في العمارة، حتى ثورة 52، في ظل النظام الاجتماعي الكوزموبوليتاني، الذي تحيط به هيرراكية صارمة ميزت حقبة الليبرالية المصرية...وبعد الثورة استبعد أبناء الطبقة الارستقراطية من مراكز القوى...واعتبارا من هذه النقطة فإن ما يحرك القصة، هو ما يحرك مصر منذ اندلاع الثورة، أي البحث بلا كلل، وباستخدام العنف أحيانا، عن "الحراك والصعود الاجتماعي..ولعل التحولات الهندسية والمعمارية القبيحة التي طرأت على العمارة الأنيقة، ترمز لسقوط حقبة الليبرالية المصرية التي يرثي "علاء الأسواني" مصيرها القاسي... فبعد مرور سنوات من التوسعات البطيئة الزاحفة التي قام بها "القادمون الجدد" من قاع السلم الاجتماعي إلى "سطوح" العمارة، استطاع هؤلاء أن يقيموا مجتمع العالم السفلي المشغول بالسمسرة، والتآمر لتنفيذ الجرائم، وتحقيق المكاسب السريعة...وهذا الواقع لا يختلف كثيرا لدى سكان الشقق أنفسهم. فاعتبارا من عام 1970 زحف إليها "الأثرياء الجدد "، ثمار عصر الانفتاح. ومن هذه النقطة يبدأ التداخل بين عالم "السطوح" القابع بالأعلى وعالم الشقق الرابض أسفله".أي أن النظام الاجتماعي "الأفقي" الذي ميز حقبة الليبرالية المصرية انقلب على رأسه في نهاية القرن العشرين". وينتقل الكاتب لاستعراض شخوص الرواية وأحداثها، ويبدأ بشخصية "طه الشاذلي" ابن البواب وهو أحد الشخصيات البارزةفي العمل، والتي علقت في ذهن الناقد بشدة، وومع ذلك يتعامل مع الأحداث التي حركت وتحركت من خلالها الشخصية داخل البناء الروائي "بمنهج انتقائي" غريب لا يستطيع التخلص منه طوال العرض فيصف المحنة النفسية التي تعرض لها طهالمراهق المثالي، الذي صدق أنه سيلتحق بكلية الشرطة رغم انتمائه لأسرة فقيرة متواضعة اجتماعيا. حتى يستيقظ على الواقع الأليم الذي يلطمه على وجهه، بعد أن يقفمبلغ الرشوة الطائل، ومهنة أبيه عائقا أمام تحقيق أمنيته. فيلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وهناك يتعرف على خلية تابعة للجماعات الاسلامية". ومن هنا لا يتمكن الإسرائيلي "يوآف كافو" من إخفاء مشاعره تجاه شخصية "طه"، فيقول: "لقد أصبح عضوا ساذجا من "الصفوف الدنيا" في الجماعة المسلحة بشعارات ضد الامبريالية الأمريكية وشركائها في مصر، وهذا المنعطف في حياة طه يدفع حبيبته "بثينة السيد" لفسخ خطبتهما". ويبدأ في المرور سريعا على قصته، مستنكرا على "الأديب" تعاطفه معه، في حين أنه في موضع أخر يشيد بتعاطف الأسواني مع جميع أبطاله، وحبه لهم، فيقول: "(علاء الأسواني) يتسم بالتعاطف الشديد مع أبطاله، الذين نجح من خلالهم، في تشخيص العلاقات والتحولات الجوهرية والعنيفة التي طرأت على مصر. فالفتاة بثينة مثلا لمتزنِ، ولكن أُزني بها. دفعت بها الحياة إلى فراش زير النساء "زكي بك الدسوقي". وفي هذا التعليق بالذات لعب كافو باللغة العبرية بطريقة مثيرة للغاية، فقد استخدم الفعل زنى، والمبني للمجهول من الوزن المزيد منه، تماماكما نقول :"نُحر أم انتحر". في إشارة إلى المعاناة التي دفعت جيل بثينة كله للانتحار على فراش يرفضونه من أعماقهن". وعلى الرغم من تعاطفه البادي مع بثينة إلا أن طه لا يحصل على قسط من هذا التعاطف، ربما لأنه يذكره بنموذجنشطاء حماس، "طه" في نظره ليس ضحية مجتمعية مثل بثينة ولكن شخص ساذج، يستحق ما جرى له، فيقول: "أما طه، فتى أحلام بثينة الذي هجرته، فلم تبتسم له الأقدار. فقد قاده نشاطه الاعتباطي في الجماعات الاسلامية إلى المعتقل،وغرف التعذيب في المخابرات العامة. الوصف الدقيق لعملية التحقيق معه يمزق القلب إربا.وهنا أيضا يبدي الأسواني تعاطفا بالغا معه ومع زملائه!!. طه يغتصب على أيدي المحققين، يتعمدون إذلاله وإهانته، يوصلونه إلى حافة الجنون. ويضيف "كافو" مستخلصا ما يفيده من شخصية "طه" : "الأسواني يصور عملية أدلجة "طه"ودفعه داخل أسوار عالم الاسلام الراديكالي بصورة صادقة ومعبرة، ومثيرة للتفكير العميق". في إسقاط على المقاومة الاسلامية التي تتزعم الكفاح الفلسطيني في العقدين الأخيرين. ومع ذلك لا أنكر أن يوآف كافو أجاد قراءة الرواية فنيا، واستطاع التقاط بعض التكنيكات والرموز التي لا يلتقطها ناقدأجنبي إلا لو كان ماهرا وملما بثقافة اللغة (المرسل)، حيث يقول في وصف مشهد التخطيط الذي يقوم به طه للانتقام من جلاده: "اللافت للنظر أن حبكة الرواية لا تخلو من سخرية مبطنة. طه و"أميره" يلتقيان في كازينو "جروبي"، واحد منالرموز الباهتة للحياة الاجتماعية المصرية في حقبة الليبرالية. لقد جلس هنا ذات مرة أوروبيون، واليوم يجلس فيه نشطاء الجماعات الاسلامية بحثا عن الخصوصية". ****** أما بثينة فكانت إحدى الشخصيات الأثيرة لدى الناقد، لأنها بالنسبة له تعبيرا عن "مواليد الجيل الأول لعائلة ريفية هاجرت إلىالقاهرة" وهي تعبيرات وألفاظ رغم بساطتها، لكنها تنطلق من مفردات الوعي الجمعي الإسرائيلي عن "الهوية الإسرائيلية" التي تبلورت بعد 1948، وخلاصتها أن "المواطن الإسرائيلي الخالص" هو الشخص من الجيل الأول الذي ولد في "ارضإسرائيل" للمهاجرين الأوائل، وأطلقوا عليه "جيل الصباريم". وظهرت تيارات أدبية كاملة حملت هذا الاسم، وكتبت عن معاناته في التأقلم ومحاولاته التخلص من قيود الأباء المؤسسين".وبعيدا عن هذه المقاربة الإسرائيلية الساذجة،التي يحاول من خلالها "كافو" إيجاد خيوط واهية بين بثينة بطلة الرواية، والمستعمر الإسرائيلي في هويته المصنوعة في ظروف غير طبيعية، ولا إنسانيةى، ضمتها بوتقة الاستعمار الغربي، يرى "كافو" أن وقوع بثينة المفاجئ في حب زكي بكالدسوقي الرجل الطاعن في السن، هو أكثر النقاط التفاؤلية في الرواية. لأن :"بثينة رمز الأمة المصرية المزني بها (رغما عنها)، تختار "زكي بك" ممثل العصر الليبرالي. والعلاقة التي تنشأ بينهما تغير "زكي بك" من زانٍ يبحث عن اللذة والمتعة المادية في علاقته بالمرأة/الأمة، إلى "زكي" الرجل مرهفالاحساس، الذي يحب ويصغي لمحبوبته... وحفلة الزفاف التي خٌطط أن تكون على الطراز الفرنسي تتحول إلى زفة عروس مصرية. لتكون بمثابة بصيص أمل؟ الناقد يفرد بعد ذلك مساحة واسعة لحاتم رشيد رئيس تحرير الجريدة المصرية المهملة التي تصدر بالفرنسية (LE CAIRE) ولا يلتقط المحنة الانسانية التي يعيشها، والتي برع الأسواني في تصويرها، وتحول من ناقد أدبي إلى إسرائيلي محرض فيفتح قوسين ليقول بينهما: "الحقيقة أنه ليس من السهولة بمكان أن تكون لواطيا في مصر. الحياة السرية التي تعيشها الطائفة اللواطية في القاهرة(الطائفة التي ينكل ومازال ينكل بها نظام مبارك) تم تصويرها في الرواية بتعاطف شديد". المدهش أنه رغم اعترافه في العناوين بأن "عمارة يعقوبيان" أقوى رواية احتجاج سياسي كتبت في مصر خلال الثلاثين سنة الأخيرة. إلا أنه لا يركز على الفساد السياسي الذي فضحته الرواية بمشرط جراحي حاد، واهتم برحلة الصعود الاجتماعي التي اجتازها الحاج عزام تاجر المخدرات المشبوه، وماسح الأحذية الذي نجح،على عكس معظم أبطال الرواية في تحقيق حلمه في تسلق السلم الاجتماعي والاقتصادي. لكنه ترك خلفه ضررا هائلا. ويتعمد أن يمر على جميع الرسائل الصريحة والمبطنة في البناء الروائي عن تمرد الانسان المصري، وسخطه على الفساد، وينقل على لسا البدين كمال الفولي: "...المصريين ربنا خلقهم في ظل حكومة..لا يمكن لأي مصري يخالف حكومته..فيه شعوب طبعا تثور وتتمرد إنما المصري طول عمره يطاطي لأجل يأكل عيش... الشعب المصري أسهل شعب ينحكم في الدنيا..أول ما تأخذ السلطة المصريين يخضعوا لك ويتذللوا لك وتعمل فيهم على مزاجك.. وأي حزب في مصر لما يعمل انتخابات وهو في السلطة لازم يكسبها لأن المصري لازم يؤيد الحكومة..ربنا خلقه كده..". ويرى كافو: "أنه منذ كتب نجيبمحفوظ رواية "ميرامار" التي تنبأت بنكسة 1967 قبل حدوثها ( يلاحظ أن هذه الرواية أيضا جرت أحداثها في بنسيون بالاسكندرية في عقد الثلاثينات)، لم يصدر عمل كهذا في مصر. فمنذ النكسة تتحرك شخصيات الرواية المصرية بقوةالطرد الذاتي بعيدا عن المركز، وتتنكر للمحيط الاجتماعي. مثل بطل رواية صنع الله ابراهيم ("هذه الرائحة" 1969) وهوأحد المثقفين المعتقلين، والذي يشعر بالتنكر لما حوله، وتطارده مشاهد الماضي (flash backs) وتدخله في حالة متواصلة من الهذيان. كما اهتم أدباء آخرون بتجارب الفرد وخبراته، وخبا اهتمامهم بتجارب المجموع، والخبرات الجمعية. وفي مقابل هؤلاء جميعا يعيد الأسواني للأدب المصري المعاصر تكنيك"الراوي العليم"، الذي يفرد أمام القارئ واقعا منظما ومنطقيا، ويبدأ في تفكيكه إلى أدق التفاصيل. مثلما يحدث في البناء الروائي لدى نجيب محفوظ، ففي "عمارة يعقوبيان" يبرز إلى جانب الشخصيات الرئيسية الواضحة المعالم في الرواية، عدد من الشخصيات الملونة:موظفون، أصحاب محلات، عاهرات، عمال البارات، ضباط شرطة، لصوص، سماسرة، رجال دين، فقهاء، وغيرهم. وعلى الرغم من أنهم يظهرون بشكل خاطف، ويستمرون لمدةفقرة، أو صفحة واحدة، إلا أنهم يتراصون بجوار بعضهم بعضا ليشكلوا ملامح حميمية لمنطقة "وسط البلد". ******* الكارثة الحقيقية أنه بعد هذه الدراسةالنقدية الضافية، سواء اتفقنا أو اختلفنا معها يختتم الناقد الإسرائيليمقالته المطولة بجملٍ غاية في الخطورة، تحول بها في لمح البصر من ناقد أدبي إلى لص يريد اغتصاب "عمارة يعقوبيان" كما اغتصبت عصابته الصهيونية الأراضيالعربية، يقول كافو، بعد انتهاء عرضه للرواية: "والآن، يتبقى السؤال الذي يفرض نفسه، هل سيمنحوننا حقوق الترجمة؟ بالطبع لا،وذلك لأسباب كثيرة مرتبطة في معظمها بموقفهم من التطبيع، ويضيق المقام عن الاستطراد فيها. وبناء علىذلك، إذا كانت حقوق الملكية الفكرية لعمل ابداعي ستتحول لسلاح في الحرب بين الحضارات، فلم يتبق لي إلا أن أدعو دار النشر المتميزة (الأندلس) أن تترجم دون أن تبحث عن حقوق. ترجموا هذا الكتاب فورا، وقوموا بتوزيعه، في طبعة رخيصة مصورة تصل لكل يد. ويمكن كذلك أن يباع على أنه "انتاج أديب رافض لإسرائيل" دون أن يشار على النسخة المترجمة لعنوان دار النشر، ويكفي رقم تليفون للحجز والاستعلام، واعلانات في الصحف. ولا تضعوا "شعاركم". فمنذ قرابة الثلاثين عاما ونحن نشاهد في التليفزيون الإسرائيلي أفلاما مصرية بلاترخيص، وأظن أننا يمكن أن نضيف للقائمة كتابا أخر صغيرا ومهما". كلام خطير، ودعوة للسرقة والسطو على ابداعنا الروائي، واعتراف بسرقات قديمة مستمرة منذأكثر من ثلاثة عقود، والحل لا يمكن أن يكون في الترفع، والتجاهل، طالما أن هناك طريقا نتلمس به حقوقنا الضائعة، سواء بالنسبة لعمارة يعقوبيان، أو غيرها من انتاجنا الأدبي والفكري، ما الذي يمنع اتحاد الناشرين العرب أن يوسط جهة حقوقية دولية للمطالبة بحقوق الملكية الفكرية عن هذه الأعمال بعد حصرها بدقة، على أن تجمع هذه الأموال التي ستكسر حاجز المليارات في صندوق لدعم الثقافة والتراث الفلسطيني المسلوب هو الأخر. خاصة وقد تحكمت في حركةترجمة الأدب العربي في إسرائيل أهدافا رخيصة كضرورة التعرف على المجتمعات العربية، والنفاذ إلى الشخصية العربية والتعرف على ملامحها الداخلية والخارجية من خلال حضارة مكتوبة،وهو هدف فرضته طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي على أرض فلسطين. وعلى هذا النحو كرس عدد من الباحثينالإسرائيليين أنفسهم لدراسة المجتمعات العربية عبر الظاهرة الأدبية. وقد حققت هذه الدراسات نتائج مبهرة، مما دفع بالمؤسسة الإسرائيلية لإنشاء المعاهد المتخصصة في الترجمة عن العربية،واستقدام كوادر علمية من خارج فلسطين لخلق قاعدة أكاديمية وبحثية تتخذ الشرق الأوسط موضوعا رئيسيا ومهما لتقنين النظرة إلى شعوب المنطقة اجتماعيا وسياسيا ودينيا.!

http://www.arabs48.com/display.x?cid=5&sid=119&id=22050&ar=

Monday, April 10, 2006

(الحلقة الأولى)


لأول مرة قصة عبد الرحمن قرمان "رجلنا في تل أبيب"
أسرار عملية "ليلة الدخلة" لتكوين شبكة جاسوسية داخل إسرائيل
المخابرات المصرية تشتري روايتين..وتجند أديب فلسطيني
- ذكي..مثقف..أتقن عدة لغات..وآمن بدور مصر
- جمع معلومات عن صواريخ البحرية "الإسرائيلية"
- وعن مهبط الطائرات الحربية في حيفا
- تعاون مع رأفت الهجان دون أن يلتقي به


..كاد جاسوس الموساد "باروخ مزراحي" يموت بحسرته في الزنزانة رقم (ستة) بسجن مصر، بعد انتصار أكتوبر73. أدرك لحظتها أن عقوبته الرادعة التي يقضيها في المعتقلات المصرية ستطول وتطول إلى ما لا نهاية.. وزاد اكتئابه بعد أن نما إلى علمه في 4 ديسمبر 73، أن المخابرات المصرية رفضت مقايضته بالعقيد السوفيتي، وضابط الكي جي بي الشهير "يوري لينوف" المعتقل في "إسرائيل" بتهمة التخابر، والتجسس لصالح المعسكر الأحمر.
لكن في الثالث من مارس 74، سالت حركة غير عادية أمام باب زنزاته الضيقة..وألقى عليه السجان نظرة احتقار مخيفة..أردفها بجملة واحدة: "استعد سيفرج عنك غدا يا...". وما أن انتهى المؤذن من رفع آذان الفجر، ومع بزوغ أول ضوء تحركت من أمام بوابة السجن الضخمة قافلة سيارات تحمل لوحات دبلوماسية, زجاجها مغطى بستائر سوداء قاتمة. تقدمت الركب سيارة تحمل شعار الصليب الأحمر. واستغرقت الرحلة أربع ساعات كاملة، حتى أشرفت السيارات على شاطئ قناة السويس..وعبرت الممر المائي تدوس فوق أحد الجسور المتبقية منذ حرب أكتوبر..وسرعان ما دلفت إلى شبه جزيرة سيناء، وبدأت تنهب الطريق نهبا.
الطريق الأسفلتي يتلوى كالثعبان بين التلال الرملية المرتفعة، والسيارات العسكرية المتفحمة من مخلفات حرب أكتوبر التي وضعت أوزارها منذ عدة أشهر فقط، تناثرت ذات اليمين وذات الشمال، وبين هذا الركام دبابات هالكة انخلع منها شعار صفيح مرسوم عليه نجمة داود. لكن جاسوس الموساد لم ير شيئا من كل ذلك انكمش مثل القنفذ خلف الستائر السوداء الثقيلة في انتظار مصيره المجهول..أخيرا توقفت السيارات في واحة بالوظة أمام القاعدة العسكرية المقامة على قارعة الطريق الرابط بين العريش والقنطرة وبورسعيد. وهناك تحت رعاية مسئولي "الصليب الأحمر" استلم رجال المخابرات المصرية 65 فدائي فلسطيني من سكان الضفة، والقطاع، اعترف الناطق بلسان جيش الاحتلال في بيانه الصادر في الرابع من مارس نفس العام: "أنهم نفذوا عمليات فدائية، وأنشطة تجسس في غاية الخطورة لصالح المصريين". لكن ما لم يذكره البيان العسكري الصهيوني، وظل سرا لم يعلنه الجانب المصري الذي يفضل الكتمان وعدم التفاخر بإنجازاته، أن ضباط المخابرات العامة استلموا كذلك اثنين من أهم جواسيسنا، أو قل "رجالتنا في تل أبيب". "عبد الرحمن قرمان"، و"توفيق فايد البطاح". الذين يعترف كتاب "الجواسيس" الصادر حديثا في إسرائيل أنهما أكبر دليل على الفساد والفوضى في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، والنجاح في المخابرات العامة المصرية.
ألقى المصريون بالجاسوس الصهيوني "باروخ مزراحي" بعد أن اعتقلوه في اليمن، وعرفوا أنه أحد كبار ضباط الموساد..يعمل في وحدة "مسادا" -وحدة العمليات الخاصة- أرفع وحدات الجهاز وأكثرها تدريبا وإطلاعا على الأسرار الدفينة. وفي مقر المخابرات العامة جرت عملية اعتصار "مزراحي" حتى نزف بكل المعلومات التي في حوزته والتي اطلع عليها بحكم عمله. وتحت ضغط التحقيقات المهنية حصل المصريون على خريطة طريق تفصيلية توضح أساليب العمل والتجنيد التي تتبعها وحدة "مسادا"..كيف يزرعون جواسيسهم في الدولة الهدف..أسلوب تحرك العملاء لجمع المعلومات التي تهم تل أبيب..أنماط التأمين المتبعة بداية من تكوين أسرة، مرورا بالغطاء اجتماعي، ثم تكوين الصداقات مع قيادات عسكرية وسياسية ومدنية!!
بعد الحصول على هذه المعلومات القيمة أصبح "باروخ مزراحي" اليهودي من أصل مصري المولود في حي الأزهر عام 1928، وأنهى دراسته في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1948، قطعة أسفنج جافة، أو صدر نعجة ضامرة لا يروي ظمأ ولا يدر قطرة حليب واحدة. وكان المنطقي الإلقاء بكارت "مزراحي" المحروق لاستعادة اثنان من أبطال المخابرات العامة ساهما كثيرا في توفير معلومات في غاية الأهمية والحساسية ساعدت في وضع خطط حرب أكتوبر.
وفي السطور التالية نكشف للمرة الأولى في الصحافة المصرية الدور الذي لعبه المواطن الفلسطيني "عبد الرحمن قرمان" في خدمة القضية العربية، وتحرير سيناء.
نشرت كاملة في جريدة الكرامة 3-4-2006

Labels:

كتائب رأفت الهجان



(..صراع العقول الحلقة الأولى)



يبقى صراع العقول بين المخابرات المصرية، والمخابرات "الإسرائيلية" (موساد) هو الوجه الأكثر إشراقا في تاريخ الصراع العربي "الإسرائيلي". فمنذ تطبيق قانون "إعادة تنظيم" المخابرات بعد حرب 67، وحتى اليوم، حقق الخبراء المصريون نجاحات وإنجازات هائلة.
قاموا بعشرات العمليات الناجحة التي اهتزت لها "إسرائيل". وقدموا مئات الرجال الشجعان من مواليد برج العظماء، برج رأفت الهجان، وعبد الرحمن قرمان، وكابورك يعقوبيان دلفوا إلى "إسرائيل" على حين غرة. ولم يقبعوا في أبراج عاجية يتسقطون معلومة من هنا ومعلومة من هناك. بل تسللوا إلى جميع أركان المجتمع "الإسرائيلي"..اخترقوا أكثر المواقع حساسية وسرية في المؤسسة العسكرية بـ"إسرائيل.
اقتحموا مقرات الموساد شمال تل أبيب، ومقرات الشاباك في حيفا، ومعسكرات الجيش "الإسرائيلي"، ووزارة الخارجية الصهيونية، وتولوا مناصب في الأحزاب الكبرى، وشاركوا في مراكز الأبحاث العلمية، ومعاهد الأبحاث السرية، وحتى المفاعل النووي في ديمونة، ومعهد الدراسات البيولوجية في "نيس تسيونا".
إنها كتائب "رأفت الهجان" المزروعة في قلب "إسرائيل" نسجل هنا بطولاتها بالكلمة والصورة عرفانا بالجميل، وتحية وتقدير لعطائهم غير المحدود.

Labels:

إسرائيل تروج لإنجيل يبرئ يهوذا


المخطوط عثر عليه فلاح مصري في المنيا
تم تهريبه وبيعه مرتين، وسرق مرة واحدة.
فريدة شركس فشلت في بيع المخطوط فسلمته لمتحف بازل
الإنجيل سيعرض في المتحف القبطي بالقاهرة
الإنجيل: "حلمت أنني أقف، و12 تلميذ يرجمونني، ويعذبونني".


اهتمام ضخم، أبدته الصحافة "الإسرائيلية" هذا الأسبوع بقصة الإنجيل الجديد المكتشف حديثا، والذي اشتهر في الأوساط الأكاديمية باسم إنجيل "يهوذا الإسخريوطي". سعادة غامرة عبرت عنها "معاريف"، التي توقعت أن تتم تبرئة "يهوذا" من دم المسيح، كما سبق وبرأ الفاتيكان اليهود المعاصرين من دمه. رغم أن الكهنة اليهود قالوا صراحة للحاكم الروماني: "دمه علينا وعلى أبنائنا".
القصة تفجرت عندما أذاعت قناة "ناشيونال جيوجرافيك" المتخصصة في الاكتشافات الأثرية والتاريخية والعلمية، فيلما وثائقيا يوم الأحد الماضي. أعلنت فيه اكتشاف إنجيل جديد بخلاف الأناجيل الأربعة المعتمدة، والمشهورة. الإنجيل اكتشف في مصر، ومكتوب باللغة القبطية، ويخالف نص الأناجيل الأخرى في عدد من الروايات الثابتة، وأبرزها الرواية المتعلقة بخيانة "يهوذا الإسخريوطي" للسيد المسيح.
وبحسب قناة "ناشيونال جيوجرافيك" فإن الإنجيل المكتشف حديثا، يزعم أن يهوذا لم يخن، ولكنه ضحى بنفسه، وبسمعته من أجل سيده المسيح، وأن اليسوع قال لـ"يهوذا": "أنت ستكون أعظم تلامذتي جميعا، أنت ستخلصني من ناسوتي، لأتحد بلاهوتي إلى الأبد". وبالتالي فأن "يهوذا" عندما سلم المسيح كان يريد افتداء البشرية، بصلبه. وعلى ذلك فهو الوحيد من تلامذة المسيح الذي فهم المغزى الحقيقي للديانة الجديدة، وكان لديه من الشجاعة، ما يؤهله لتنفيذ الأمر الإلهي!!
الانجيل الجديد يحاول تثبيت هذه الرواية، بأي طريقة، حتى أنه يبدأ بالفقرات التالية: "القصة السرية للبشارة التي اختص بها اليسوع، "يهوذا رجل كريوت"، قبل عيد الفصح بثلاثة أيام". وبعد هذه العبارة، بعدة صفحات يرد في النص أن جميع تلامذة المسيح سيحتقرون "يهوذا" لكنه سيكون أسمى منهم جميعا. ويتنبأ "يهوذا" نفسه في الصفحات التالية بما سيفعله مع تلامذة المسيح ويقول: "حلمت أنني أقف، و12 تلميذ يرجمونني، ويعذبونني".

وبدأت قصة هذا الإنجيل العجيب، منذ 28 عاما، في مغارة على ضفاف النيل، عندما عثر فلاح مصري على بردية ملفوفة في قطعة من الجلد. وتعود الوثيقة وفقا لتقديرات الباحثين الأمريكان إلى القرن الثالث أو الرابع الميلادي، وكانت تضم ما عرف بعد ذلك بالنسخة الوحيدة من إنجيل "يهوذا الإسخريوطي". واعتبارا من هذه اللحظة وحتى اليوم ارتبطت هذه المخطوطة بأحداث عجيبة، تم تهريبها من مصر إلى أوروبا، ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبيعت مرتين، وسرقت مرة واحدة. وفي النهاية، نقلت منذ خمسة أعوام إلى متحف في السويد، حيث عكف عدد من العلماء على ترجمتها، ودراستها!! لكن خلال الفترات التي هربت وسرقت فيها، لا يعلم أحد هل عبثت بها أيدي "إسرائيلية" أم لا.
و يرجح الباحثون الأجانب أن "الإنجيل الحديث" كتب في اليونان، على أيدي عدد من المسيحيين الغنوصيين، الخارجين عن المسيحية الرسمية، بعد وفاة المسيح، وهو يطرح رؤية مختلفة عن الرواية الشائعة بخصوص قصة حياة المسيح. ويتمثل الاختلاف الجوهري في موقف الإنجيل من "يهوذا الإسخريوطي". فبدلا من الخائن الشرير النصاب الذي وردت قصته في الأناجيل الأربعة (متى، مرقس، لوقا، يوحنا). يقدم الإنجيل الجديد يهوذا بوصفه أقرب أصدقاء المسيح إلى نفسه، وكاتم أسراره. كما يزعم المخطوط أن قرار تسليم اليسوع للرومان كان قرار المسيح نفسه، وأن يهوذا الإسخريوطي لم يفعل ذلك من تلقاء نفسه، بل بناء على وصية سيده!!
وفي الفيلم الوثائقي الذي أذاعته "ناشيونال جيوجرافيك" يوم الأحد الماضي، بعنوان "إنجيل يهوذا الإسخريوطي"، جرى عرض المخطوط المكتوب باللغة القبطية، ويتكون من 66 صفحة، من ورق البردي في حالة سيئة، وتتحدث 26 صفحة منهم عن "يهوذا" ودوره في صلب المسيح. والفيلم من بطولة "جيمس بارات" يبدأ باستعراض الأحداث منذ اكتشف فلاح مصري المخطوط، ثم اشترته "تاجرة أثار" أمريكية من أصل مصري تدعي "فريدة شركس". وسافرت بالمخطوط لاستشارة خبراء في جامعة "ييل"، أكدوا لها أنه مخطوط يعود للقرن الثالث الميلادي على وجه التقريب.
وبعد سنتين من هذه الاستشارة الأكاديمية، فشلت "فريدة شركس" في بيع المخطوط بثمن مناسب. فسلمته لمتحف ومعهد "ماكنس" للدراسات في مدينة بازل السويسرية. وتفرغت مجموعة من الباحثين لدراسته، برئاسة الباحثة "فلورنس دار بارا" التي تتمتع بشهرة دولية في هذا المجال، وضم الفريق، "ردولف كاسر" أحد كبار المتخصص في اللغة القبطية، وتولت قناة "ناشيونال جيوجرافيك" تمويل المشروع، على أن تنفرد بإذاعة فيلم وثائقي عنه، حال الانتهاء منه.
ويرى الباحثون الذين تعاملوا مع المخطوط أنه يحتوي على إنجيل رفضته المؤسسة الدينية المسيحية وقت جمع الأناجيل الأربعة في كتاب "العهد الجديد"، وأن الأسقف "أورانيوس" رفضه، كما رفض أناجيل أخرى مثل إنجيل "مريم المجدلية"، واعتبرها مجرد "هرطقات"، و"حديث كفر" لا يمكن تضمينه نص العهد الجديد.
لكن الجدير بالذكر أن عدد من الباحثين الأمريكان، عقدوا مؤتمرا في واشنطون الأسبوع الماضي أوضحوا فيه أن هذا الإنجيل نسخة من الإنجيل المكتوب باليونانية ترجمت إلى القبطية في فترة متأخرة، مع تحريفات لقصة خيانة "يهوذا الإسخريوطي"، وصرح الباحثون أن الإنجيل سيعاد إلى مصر ليعرض في المتحف القبطي بالقاهرة، بعض عرضه على المتخصصون في واشنطون.
والمعروف أن هذا الإنجيل شأنه شأن الأناجيل الأخرى (متى، مرقس، لوقا، يوحنا) لم يكن مكتوبا في بادئ الأمر، وكان المؤمنون المسيحيون يتناقلونه شفهيا حتى عصر التدوين

Labels:

الرواية الأصلية



يهوذا باع المسيح بثلاثين فضة


و"يهوذا الإسخريوطي"شخصية غامضة في الأناجيل الأربعة، المعروف عنه أقل من المجهول، فهو "يهوذا بن شمعون من بلدة "كيريوت"، وهو أحد حواري اليسوع، الذين كانت مهمتهم نشر الرسالة بعد موته. ووفقا للأناجيل الأربعة، والمخطوط المكتشف أخيرا فإن "يهوذا" خان المسيح، وسلمه للسلطات الرومانية مقابل ثلاثين فضة أعطاها لهم حاخامات وكهنة اليهود. وبذلك تحول إلى رمز الخيانة في العقيدة المسيحية.

والثابت أن "يهوذا " شارك في وليمة العشاء الأخير، التي أولمها اليسوع عشية عيد الفصح، بمشاركة 12 من تلاميذه، فوق جبل "صهيون". وشربوا الخمر أثنائها، وتناولوا السمك، والخبز. وكان الجو حميميا، حتى فاجأ أحدهم الجميع باتهام الشخص الجالس إلى جواره بالخيانة.
و"يهوذا الإسخريوطي" الوحيد في هذه المجموعة الذي رافق المسيح كظله في أيامه الأخيرة. ووفقا للمرويات كان "يهوذا" يسرق الأموال، وحق الطعام، ويطمع فيما يملكه الآخرون. وذهب إلى الحاخامات والكهنة اليهود، وقادة الجيش الروماني، وعرض عليهم تسليمهم المسيح مقابل حفنة من الأموال. وبعد العشاء الأخير خرج اليسوع مع تلاميذه إلى بلدة "جات شمنيم" ووصل "يهوذا" مع جماعة من حرس المعبد اليهودي يحملون العصي والحراب، وتقدم "يهوذا" من اليسوع وقبَله، حتى يتأكدوا من أنه المسيح فعلا،. ثم قبض عليه حرس المعبد، وجرت عملية صلبه بعد ذلك بفترة قصيرة.

Labels:

Sunday, April 09, 2006

لوحة تشكيلة للفنان صالح عبد العظيم- رسام الحركة الوطنية-

Labels:

التوريث بين مبارك وكريموف


فساد أوزبكستاني طبقا للمواصفات المصرية
مظاهرات ضد التمديد والتوريث في أوزبكستان
كريموف يعد ابنته لوراثة الحكم..والشعب يرفض
ابنة الرئيس تبيع المواطنين في سوق الرقيق


الرئيس إسلام كريموف لا يختلف في كثير أو قليل عن حكامنا في الشرق الأوسط، لقد ولد يتيما فقيرا في جمهورية أوزبكستان قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، والتحق بملجأ للأيتام تربى فيه، وتعلم حتى أتم دراسته في الهندسة والاقتصاد، ولم يكن لديه أي مهارات خاصة تؤهله للصعود، سوى حالة الانهيار التي بدأت تضرب الاتحاد السوفيتي من قواعده، فترقى وصعد حتى وصل إلى منصب سكرتير أول الحزب الشيوعي في أوزبكستان، وفور انهيار الاتحاد السوفيتي قفز إلى مقعد الحكم، مواصلا تطبيق أساليب الكي جي بي، لكن بمهارة يحسده عليها بوتين نفسه، وكل المستبدين العرب. لقد ألقى كريموف بسبعة ألاف ناشط سياسي في المعتقلات دون أن يطرف له جفن، وقضى بأسلوب منهجي على أي نوع من المعارضة العلمانية، وترك المعارضة الدينية، من طرف خفي، تتحرك خارج إطار القانون. إدراكا منه أنه يمتلك بذلك ورقة رابحة، لأن العالم كله سيعلن خوفه وفزعه من استيلاء المعارضة الإسلامية على السلطة، خاصة في إطار ما يسمى بالحرب ضد الإرهاب.

واستخدم أساليبا في التعذيب تقشعر لها الأبدان ليس أخرها ما فعله في المعارض مظفر أفوزوف، الذي نزع أظافره الواحد بعد الأخر، داخل معتقل الأوزبك، ثم ألقى بجسده في ماء يغلي، ووقف ينظر إليه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وكادت الجريمة تدفن مع ضحيتها، لولا نجاح والدته في إقناع السفارة البريطانية بطشقند بالتحقيق في الحادث، فعرفت القصة البشعة طريقها إلى وسائل الإعلام لكن سرعان ما توارت أمام طوفان قصص التعذيب القادم من الشرق الأوسط.

خاصة وأن كريموف شأنه شأن كل ديكتاتور صغير يهتم جدا بوسائل الإعلام، وصورته وهيئته، ومكياجه، وصبغته، وله قصص عديدة في هذا الخصوص، فقد أقال رئيس الإذاعة والتليفزيون من منصبه لأن "الكاميرات الذكية" أخطأت خطأ لا يغتفر، حينما بثت صورا لأشخاص يغطون في نوم عميق، صاحبه أصوات خشنة، أثناء إلقاء كريموف لخطابه السياسي الممل. وبعد هذا الحادث بشهور قليلة، فصل مسئول إعلامي أخر لأن التليفزيون بث مشاهد لكريموف وقد بدت عليه علامات القلق الشديد، مخفيا وجهه بين كفيه، بعد انتقادات عنيفة وجهها له رئيس البنك الدولي.

لكن ماذا يفعل كريموف أكثر من ذلك لتحسين صورته القبيحة، لقد عاد يطل بوجهه ممسوح الملامح من على الشاشات والفضائيات عندما قرر الخروج بنفسه إلى غرفة عمليات بمطار أنديجان لقمع المظاهرات التي خرجت رافعة شعارات "لا للتمديد لا للتوريث"، وتطالب بالخبز والحرية والديمقراطية لأوزبكستان، في مشهد بالغ الدلالة يتقاطع بعمق مع ما يحدث في القاهرة، والمرشح حدوثه في اليمن، وطرابلس رغم بعد المسافة الفاصلة بين طشقند، وهذه العواصم المنكوبة بالاستبداد والتوريث!
سيناريو التوريث
إن قصة توريث الحكم في أوزبكستان تثبت أن أن هناك خيطا رفيعا يربط بين الديكتاتوريات على مستوى العالم، وأن التطور الطبيعي لحكم الفرد يجب أن يصب في مستنقعات التوريث المشبعة، بروائح الفساد والإفقار لجماهير الشعوب المقهورة. ومن المفيد أن نتعرف على السيرة الذاتية لمدام "جولنارا كاريموفا" ابنة الرئيس إسلام كريموف، والمستشارة بسفارة أوزبكستان في موسكو، والتي توضح أمورا كثيرة عن حقيقة الدور الذي تلعبه هذه السيدة "فلتة زمانها"على حساب الشعب الأوزبكي. "كاريموفا" وهو، بالمناسبة، اسم الدلع الذي اشتهرت به في واشنطون، تبلغ من العمر 33 عاما، بدأت تفرض نفسها على الشعب الأوزبكستاني عندما بلغت العشرين من عمرها، وأنهت دراستها في كلية العلاقات الدولية بجامعة طشقند. ثم انتقلت للإقامة مع زوجها منصور مقصودي في نيويورك، وهناك برز ولعها المبالغ فيه بالمجوهرات والألماظ، ودبت الخلافات بينها وبين زوجها، وطبعا إذا اختلف "اللصوص، ظهر المسروق. فأعيدت إلى أوزبكستان، على الفور، عام 1997، لتعمل مستشارة لوزير الخارجية أنذاك "عبدالعزيز كاميلوف". وفي عام 2003 انتقلت سيدة أوزبكستان الأولى، والمرشحة لوراثة الحكم، للعمل في "منصب رفيع" بالسفارة الأوزبكية في موسكو.

وعلى الرغم من أن جميع المؤسسات الأوزبكية تعمل على خدمة وراحة سيدة أوزبكستان الأولى والأخيرة، إلا أن شبهات الفساد دارت حولها بكثافة، حتى أزكمت الأنوف، وتأكدت الشبهات عندما اتضح أنها لا تستطيع العودة مجددا إلى الولايات المتحدة. لأن محكمة نيوجرسي أصدرت حكما ضدها يلزمها بأن تعيد لزوجها منصور مقصودي ولديهما. إلا أن جولنار أجبرت والدها ألا يوقع اتفاقية تسليم "مواطنين" مع حليفته الولايات المتحدة. ومازالت تصرعلى أنها لن تعيد الولدين، رغم أنها كانت تعيش مع مقصودي حياة هانئة ناعمة. وقد سخر كريموف كل إمكانيات أوزبكستان لخدمة ابنته وزوجها السابق، فمنحه توكيلا حصريا لصناعة عبوات الكوكاكولا، ودعما سياسيا مفتوحا، وقروضا بنكية بالملايين، تحية من الديكتاتور والد العروس، للدبلوماسي الشاب الذي صعد للقمة بسرعة الصاروخ.
لكن سرعان ما اختلف العروسان، وظهر المسروق، ووصل الأمر إلى محكمة نيوجرسي، التي كتبت في حيثيات الحكم الصادر ضد جولنارا كريموف، أن الزوجين مقصودي وجولنار حققا "ثروة هائلة" بسبب قربهما من "مؤسسة الرئاسة" الأوزبكية. وامتلكا قصرا في نيوجرسي يقدر ثمنه بـ 440 ألف دولار، وأسهم في شركات استثمار تقدر بستة مليون دولار، وحوالي 4 مليون دولار سيولة في حساباتهما البنكية بأمريكا. وقضت المحكمة بتقسيم هذه الممتلكات على النحو التالي تحتفظ جولنار بـ 20% من أسهم شركة التليفون المحمول في أوزبكستان، التي تقدر أصوله بخمسة عشر مليون دولار، وبقصر منيف في طشقند، وببرج تجاري ضخم يقدر ثمنه بعشرة مليون دولار، ونوادي قمار، وكباريهات ومحطة تليفزيون خاصة، وعدد كبير من المشروعات الاستثمارية في دبي.

ورغم ضيق مساحة الحريات الإعلامية إلا أن الشعب الأوزبكي الذي يعاني من أكبر نسبة متبطلين عن العمل في وسط أسيا، يتداول هذه المعلومات في حسرة، خاصة بعد أن وصلت المشاريع للتجارة في الشعب ذاته. فإن مشروعات "جولنارا كريموفا" في دبي حدث ولا حرج، خاصة وأن سكرتيرها السابق فرحود اينورمابايف قد كشف المستور، وأوضح أمام المحكمة الأمريكية أن جولنار كريموف أسست هناك شبكة عنكبوتية للدعارة، وبيع النساء اللاتي تستوردن من أوزبكستان لصالح السوق الخليجي الذي لا يشبع، كما شيدت قرى سياحية، وشاركت في إقامة عدة فنادق فاخرة. ولإن البنت شاطرة، وتستطيع أن تحول التراب إلى ذهب كما يعتقد أبوها فقد كلفها بإدارة عدد من شركاته الخاصة، التي نقلت مقارها الرئيسية إلى دبي أيضا.

وبدأت جولنارا تقنع أبيها أن مهاراتها لا تقتصر على التجارة فقط، وأن عملها الدبلوماسي غير الملحوظ يؤهلها لوراثة الحكم، فشرع أبوها (66 عاما) يبحث لها أولا عن العريس المناسب، خاصة وأنهم يحكمون بلد أغلبيته مسلمة، ويجب القضاء على القيل والقال، ولم يجد صعوبة كبيرة في ذلك، فما أسعد حظ من يقترن بابنة الرئيس شرط ألا يقع في أخطاء "منصور مقصودي" زوجها الأول، وسرعان ما استقر كريموف وابنته على اختيار "صديق صفايف" رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الأوزبكي، الذي تم تصعيده بسرعة إلى منصب وزير الخارجية الأوزبكي ، ليليق بابنة الرئيس، وفسر المراقبون هذا الاختيار بأن الأب معني جدا بتمهيد الطريق أمام ابنته لرئاسة الدولة من بعده، وأن صفافيف هو الرجل القادر على مساندتها في الصعود السريع، دون أن يطمع هو في المنصب. خاصة أنه يدين بالولاء لإسلام كريموف الذي زوجه من ابنته، وقضى على منافسه وزير الخارجية السابق عبدالعزيز كاميلوف الذي أٌرسل للعمل سفيرا بواشنطون، في إهانة بالغة، وتخفيض من مكانته!!


ليس عجيبا بعد كل ذلك أن تجد التليفزيون المصري مهتما بمظاهرات أوزبكستان التي أجهزعليها مؤقتا الرئيس الأوزبكي من غرفة عمليات بمطار انديجان، بعد أباد حوالي 800 متظاهر دون أن يطرف له جفن، فقد يكون مسئولا ما في هذا الجهاز الإعلامي المصري المهم قد لاحظ وجود تشابهات مثيرة بين الوضع في القاهرة والوضع في طشقند.

خاصة أن الثراء الفاحش الذي تغطس فيه أسرة كريموف الذي جاء من أسرة فقيرة، وشرع يحكم أوزبكستان اعتبارا من 1990، يتناقض بشكل صارخ مع المستويات المعيشية المتدنية للشعب الأوزبكي، وخاصة الـ 2.5 مليون شخص الذين يسكنون وادي فرجانة الذي خرجت منه المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس وتوفير لقمة العيش. وذلك على الرغم من أن أوزبكستان تحتفظ برابع أكبر احتياطي ذهب على مستوى العالم. كما تعيش على احتياطي هائل من النفط والغاز الطبيعي. إلا أن مستوى دخل المدرس أو الطبيب لا يزيد عن 60 دولار في الشهر، وأحيانا لا يتمكن من الحصول على نصف هذا المبلغ.

إلا أن فساد كريموف وابنته وزوجيها جرجر أوزبكستان للوقوف على صفيح ساخن، وأصبح المواطن الأوزبكي يشك في كل قرار حكومي بإنه مؤامرة جديدة، لجمع مزيد من الضرائب من الشعب المكتوي أصلا بغلاء الأسعار، ولديهم ما يثبت ظنونهم ويؤكدها ففي أبريل الماضي أصدرت الحكومة أمرا يقضي بأن يرتدي المدرسون زيا موحدا للحفاظ على البعد الاجتماعي!! والمفارقة أن ثمن الزي الموحد للفرد يناهز الستين دولار، وعلى المدرسين الأوزبكيين أن يشتروه من مرتباتهم الضئيلة أصلا، وسرت شائعة في البلد أن وزير التعليم عقد صفقة مشبوهة مع مصنع نسيج، وهذا هو سر صدور القرار الغريب.
الناس في أوزبكستان معذورة، لأن استبداد نظام كريموف تجاوز الحدود المهعقولة وغير المعقولة، وربما يحق له أن يضرب به المثل في التعنت، بدلا من حكم قراقوش الرحيم، فالنظام الأوزبكي يحظر على المواطنين على سبيل المثال ركوب الدراجات البخارية في العاصمة طشقند (لأن مجموعة مسلحة استخدمت دراجة بخارية في محاولةاغتيال كريموف). ويحظر عليهم مرافقة أقاربهم وتوديعهم في المطارات حتى لا يربكوا رجال الأمن أثناء التنكيل بالمسافرين، والذي يتم بدقة خوفا من فرار أحد المعارضين إلى الخارج. ويحظر النظام كذلك مشاهدة الفيلم الروسي الشهير "جامبيت التركي" لأن السلطات وعدت صاحب دور عرض سينمائية مقرب من الرئيس أن يحتكر عرض الفيلم في دور عرضه الخاصة.

ورغم أن الشعب الأوزبكي احتمل كثيرا، إلا أنه ضج، وثار الأسبوع الماضي، عندما قررت الحكومة رفع الجمارك بنسبة 40%، وإلزام كل تاجر يعمل في التصدير والاستيراد أن يحصل على ترخيص حكومي. وكان المقصود بهذا القرار تجار المواد التموينية الصغار الذين أقاموا أسواق عشوائية بالقرب من الحدود مع الدول المجاورة لتوفير السلع التموينية بأسعار في متناول الطبقات الفقيرة، وعندما فشلت الحكومة في محاربتهم قررت إلزام كل مواطن يشتري منهم أن يحصل على ترخيص حكومي، ويدفع الضريبة المقررة!! وكان هذا القرار هو القشة التي قصمت ظهور الأوزبكيين في الأسابيع الماضية، وسر تفجر أعمال الشغب في مدينة أنديجان.

خاصة أن وادي فرجانة يعتبر من أكثر أقاليم وسط أسيا تكدسا بالسكان، وهو أكثر المحافظات الأوزبكية معاناة من البطالة، ويحاول سكان هذا الإقليم النجاة من الموت جوعا بالعمل في جمع القطن، لكن هذه الصناعة انهارت مع انهيار الاتحاد السوفيتي.

وعلى ذلك كانت الضغوط الاقتصادية والفساد السياسي محركا جيدا للاضطرابات التي تزايدت بعد اعتقال 23 مواطنا أوزبكيا واتهامهم بالانخراط في حزب التحرير الإسلامي المناهض للحكم، مما تسبب في خروج زوجاتهم في مظاهرة تطالب بالإفراج عنهم. وفي البداية حاولت السلطات التفاوض معهن، لكن سرعان ما اتسعت موجة المظاهرات وتحولت إلى حالة عصيان مدني محلي انضم له آلاف المواطنين الذين اقتحموا السجن المحلي، وحرروا المعتقلين، ومئات السجناء السياسيين، ورددوا هتافات تطالب بتحسين أوضاعهم الاقتصادية، والإصلاح الديمقراطي في البلاد.

والتخلص من حكم كريموف القمعي الذي صرح عام 98 بإن الحل الوحيد للقضاء على المعارضة هو ضرب نشطائها بالرصاص في رؤوسهم، وأضاف بأنه مستعد لضربهم بنفسه، إذا اقتضى الأمر. ولم يمر عام حتى نجا من محاولة اغتيال على يد إسلاميين، فخرج ليصرح بأنه مستعد لقطع رأس 200 شخص ليحافظ على الهدوء والاستقرار في الدولة، لكنه لم يقطع رؤوسهم بنفسه هذه المرة، وترك جهاز التعذيب التابع له، والضيف التقليدي، في تقارير الأمم المتحدة عن التعذيب، يقوم بالمهمة على أفضل وجه.

واللافت للانتباه أن الإدارة الأمريكية التي تدعي الدفاع عن الحريات لا تلتفت لفظائع نظام كريموف، بعد أن منح واشنطن قاعدة عسكرية في مطار طشقند، يحصل على رسوم إيجار لها تقدر بــ 500 مليون دولار، و80 مليون دولار أخرى نظير قيام الشرطة الأوزبكية بحماية القاعدة. وبعد أن أعلن أنه صديق إسرائيل، والمدافع عن حقوق اليهود في وسط أسيا، أي تقاطعات مع المشهد في الشرق الأوسط، إن كريموف إما المعلم الأول للمستبدين العرب، أو تلميذهم النجيب على أقل تقدير.
لقد راهن كريموف على تحييد الضغط الخارجي إدراكا منه أن الديمقراطية،والإصلاح، تأتي في المرتبة الثانية من الأولويات الأمريكية بعد أبار النفط والغاز الطبيعي التي يسبح فوقها. لكن ماذا عن الضغط الداخلي الرافض للتمديد والتوريث في طشقند، وعن المعارضة التي تنظم صفوفها، استعدادا للمعركة التالية؟ الإجابة عن السؤال الأخير محفوظة بكل تأكيد للمعارضة الأوزبكية، كما أنها محفوظة لإرادة الشعوب في كل مكان.

Labels:

خاتم سليمان



من منا لم يحلم في صباه بامتلاك خاتم سليمان، ففور الحصول عليه ستتفتح الأبواب المغلقة، وتتحقق أحلام الصبا المعلقة. تكونت في مخيلتنا صورة وردية لخاتم سليمان الحكيم، الذي تحدث لغة الطيور، لعله خاتما ذهبيا مرصعا بالياقوت والماس، أو خاتما مسحورا مسكونا بالجان والألغاز؟ وكان لي صديق يحلم بخاتم سليمان، لكنه يتساءل طوال الوقت كيف سأرتدي خاتما ذهبيا، أليس الذهب محرما على الرجال، وهل يغفر لي الله هذا الذنب الصغير!! ولم يتخلص من هذه الحالة إلا عندما قلت له أن خاتم سليمان ليس خاتما بالمعنى المفهوم، بل ختم استعمله سليمان الحكيم في مملكته الصغيرة، وأن هذا الختم كان على شكل نجمة داود، وقد جعل سليمان منه خاتما يرتديه في إصبعه تسهيلا لمهمته. ووجدته يردد بصوته الجهوري: "على شكل نجمة داود..الله الغني.. إيه الحكاية دي؟". فقلت الحكاية ببساطة أن سليمان الحكيم ابن النبي داود، وكانت نجمة داود في المصادر العبرية لها اسمين نجمة داود وخاتم سليمان، وهذه النجمة تتألف من مثلثين متساويا الأضلاع موضوع أحدهما فوق الأخر بشكل عكسي وكانت تستخدم لدى شعوب الشرق القديم بوصفها رمزا سحريا يوضع على واجهات المعابد والمباني للوقاية من الحسد، والعين الشريرة، وكأداة للزينة. وبالتالي فإن خاتم سليمان كل معجزته أنه يدرء الحسد، ونجمة داود عندما تحتل أغلفة الصحف العبرية تكون دائما باللون الأزرق الطارد لعين الحسود. فردد صاحبنا بصوت أكثر قوة: "الله الغني مرة ثانية..هيحسدوني على إيه..خلاص مش عايز الختم..بس اليهود جابوا الموضوع ده من فين". الحقيقة أن أصل هذا الرمز غامض، إذا أنه لا توجد إشارة له في التوراة ولا في العهد القديم ولا في التلمود.كما أن نجمة داود بشكلها المتعارف عليه لم تتنشر كرمز يهودي إلا اعتبارا من القرن السادس عشر أما في القرن التاسع عشر فقد ظهرت نجمة داود على درع عائلة روتشيلد عندما رفعه الإمبراطور إلى مرتبة النبلاء". وقد دفع انتشارها في العصر الحديث في المعابد والنصب التذكارية اليهودية قادة الحركة الصهيونية للإعلان عنها كرمز أساسي في علم الحركة والذي أصبح علما لدولة إسرائيل فيما بعد. رغم أن الشعار مسروقا من تراث الحضارات القديمة وبخاصة الحضارة البابلية التي اشتهرت بالسحر، واعتاد نبلاؤها الحفر والنقش على الجدران الداخلية والخارجية لمعابدهم ومنازلهم كنوع من الكبرياء والعظمة، وكرمز من السحر والخيال، ولم يكن في حياة اليهود فن معماري يذكر بالمقارنة مع مصر وبابل وأشور.

Labels: ,

اخلع حذائك أنت في مطار بن جوريون


ضريبة مبيعات المُطبعين!!

صحيح أن من يسافر لإسرائيل يستحق "اللي يجري له"، لكن القصة التالية تستحق القراءة والتأمل، فمن يسافر لإسرائيل لن يكون مجرد مُطبع، منبوذ اجتماعيا وسياسيا في مصر، والوطن العربي. بل عليه أن يمر بإختبار "إمتهان كرامة" وضع أسئلته ضباط الأمن بمطار بن جوريون.

صحيفة معاريف (5-6-2005) كتبت في زواية مهملة، ودون إهتمام يُذكر، خبراً بعنوان "الزيارة إنتهت بإهانة..الصحفي المصري أشرف راضي يخلع حذائه، وحزامه في مطار بن جوريون". وجاء في التفاصيل التي (صورة من دعوة المؤتمر (بالعبرية)
كتبها جاكي حوجي، أن "ناشط السلام" الذي زار إسرائيل، مر بتجربة مُهينة في مطار بن جوريون.. تم توقيفه ساعتين- طُولب خلالهما بخلع حذائه، وحزامه، وتسليم حقيبة يده- وسُأل أسئلة مُربكة.
وأضافت معاريف:"أن راضي وصل إلى إسرائيل للمشاركة في ندوة بجامعة بن جوريون عن "السجال الليبرالي في الدول العربية". وصل الأربعاء-قبل- الماضي، وغادرها عائدا للقاهرة الأحد. مُستضيفوه على رأسهم د. يورام ميتال، رئيس مركز حاييم هرتسوج لأبحاث الشرق الأوسط والدبلوماسية، رتبوا له استقبال (VIP) لدى
وصوله، لكن الأمر اختلف تماما لدى مغادرته. ففي المطار، ورغم أنه شخصية معروفة جيدا في ملفات الخارجية الإسرائيلية، قُوبل بمعاملة عدائية.فما أن وصل إلى المطار، حتى إُقتيد للتحقيق في غرفة جانبية، وأثناء التحقيق، وعندما علموا أنه باحث مصري جاء لإلقاء محاضرة، أمروه بتسميع المحاضرة التي ألقاها بالكامل. وبخلع حذائه، وحزام البنطلون. ثم طلبوا منه أن يسلم الكروت الشخصية لكل الذين التقى معهم.
الطريف أن "راضي" أكد إنه لا يعترض على الإهانات التي وجهت له، مُقابل فوائد سنعرفها حالا. قال لمعاريف: " لا أعارض التفتيش الأمني، أتفهم ذلك..لكن المشكلة في الأسلوب العدائي". أما د. يورام ميتال صاحب الدعوة، ومدير المركز، فقد غضب بشدة، فالرجل ما يكاد يستقطب صحفي مصري لزيارة إسرائيل حتى "يُطفشه الأمن" على حد قوله. ميتال قال لمعاريف: "نُشطاء عرب يريدون الحضور، والحديث عن الديمقراطية وحرية التعبير في بلدانهم، لكنهم يكتشفون أنهم يأتون لتلقي درس في سلوك الدولة البوليسية".
وواضح طبعا من كلام الدكتور "ميتال" أن "راضي" لم يكن الوحيد الذي خلع حذائه، وحزامه.
إدارة مطار بن جوريون رفضت اتهامات "راضي" و د. ميتال. قالت:"التفتيش تم طبقا للتعليمات المُتبعة، وموظفي الأمن تصرفوا بذوق ولطف. نرفض الاتهامات الكاذبة مثل أن السيد "راضي" طُولب بتسميع محاضرته، وتسليم قائمة بأسماء الذين التقى معهم".
في النهاية خرج "راضي" "كذاب"!!.

يبقى سؤال مهم لم تُجب عليه معاريف، ماذا كان يفعل "راضي" في إسرائيل،الإجابة عليه سهلة بجولة سريعة في موقع "مركز حاييم هرتسوج لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية" لنكتشف أن المركز هو "محط التطبيعيين"، وسبق له أن دعى علي سالم قبل شهور، بعد يوم واحد على توقيع "الكويز" لإلقاء محاضرة عن الليبرالية- أيضا- في العالم العربي. ونكتشف أيضا أن"راضي" لم يكن وحده في الزيارة الأخيرة، بل كان معه د. مصطفى خليل مسئول الشئون الخارجية بالحزب الوطني، والذي "تتكرر" صوره بطريقة "الفلاش" على واجهة الموقع، مع وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق "موشيه أرناس". ووزير المالية الحالي "بنيامين نتانياهو" ووزير الاستيعاب والهجرة ناتان شرانسكي وأخرين لا يتسع المجال لحصرهم. ورغم أن اسم المركز يُوحي بأنه يهتم بالشرق الأوسط إجمالاً، إلا أنك تكتشف أن غالبية الأبحاث تركز على الشئون المصرية، وتُنشر في مجلة المركز التي تسمى "جماعة"، وكلمة "جماعة" مكتوبة على الغلاف بالعربية والعبرية، كما أن المركز يمتلك ميزانية ضخمة تُتيح له إقامة مؤتمرات "علمية" عن مصر، ونشرها في مجلات، ودفع مُقابل مُجزي عن كل بحث، لكن على "المطبعين"، طبعا، تسديد ضريبة "المبيعات" في مطار بن جوريون.

الندوة الأخيرة عُقدت برعاية جامعة بن جوريون، بعنوان "السجال الليبرالي وانعكاساته في المجتمعات العربية". من الأربعاء قبل الماضي حتى الأربعاء الماضي، الجلسة الافتتاحية ناقشت "الإصلاح من الداخل وضغوط الخارج من أجل التغيير". وتوالت الجلسات تحت عناوين "النقاش الجماهيري العربي والمطالبة بالإصلاح". و"التحدي الليبرالي في السجال السياسي بمصر" وهذه الورقة أعدها وألقاها د. يوسي أميتاي مدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي السابق بالقاهرة. من جانبه"راضي" ورقة وصفها بالتاريخية عن "الفكر الليبرالي في مصر: الماضي والحاضر والمستقبل". صحيح أن أبحاث أخرى تناولت السعودية ولبنان وفلسطين، لكن الأوضاع السياسية الراهنة بمصر حظت بنصيب الأسد.
ضمت الصُحبة كل "ضباط التطبيع" في إسرائيل بداية من تسفي بارئيل الصحفي المتخصص في الشئون العربية بصحيفة هاارتس، وضيف فريق كوبنهاجن الدائم بمقاهي وسط البلد. وساسون سوميخ مدير المركز الأكاديمي الأسبق الذي قدم بحثا بعنوان: "نجيب محفوظ أخر الليبراليين (القدامى)".
الغريب أن المؤتمر عُقد في وقت بدا، للمتابعين، أن ما يُنشر من تقارير في الصحافة الإسرائيلية عن التطورات السياسية بالقاهرة غابت عنها المعلومات الوفيرة والحصرية التي تنفرد بها، تلك الصحفـ في شئون مصرية أخرى، ربما لعدم وجود مراسلين مقيمين في القاهرة. لكن الواضح أيضا، وبدون مبالغة، أنهم يحاولون معالجة هذا النقص الخطير في المعلومات بـ"ضيوفهم"، نقص مثلا وُصف معه أيمن نور في هاارتس مرة بأنه زعيم المعارضة في مصر(7-3-2005)، ومرة أخرى بأنه سياسي معارض "عديم الأهمية"(8-3-2005).

Labels:

Monday, April 03, 2006

الرئيس الإسرائيلي نفسه لا يحضر اللقاءات


حسن مصطفى يحتفل بكرة اليد في إسرائيل!!

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رئيس الاتحاد المصري والدولي لكرة اليد الدكتور حسن مصطفى سيسافر لإسرائيل في مطلع شهر مايو 2006 ليسلم درع بطولة كأس كرة اليد الإسرائيلي للفريق الفائز بمناسبة مرور 50 عام على إنشاء اتحاد كرة اليد الإسرائيلي. وسخرت يديعوت أحرونوت من د. حسن مصطفى موضحة أن الرئيس الإسرائيلي نفسه لا يحضر لقاءات كرة اليد مهما بلغت أهميتها. ومع ذلك سيتجشم الرياضي المصري حسن مصطفى عناء السفر لإسرائيل لتسليم الكأس للفريق الفائز من بين فريقين محليين "ريشون لتسيون"، و"أسا تل أبيب".
وكان مصطفى قد استجاب لدعوة رئيس اتحاد كرة اليد الإسرائيلي شاؤول زلتسار، للمشاركة في المباراة النهائية التي ستقام في الثامن من شهر مايو بمدينة رعنانا. والمشاركة أيضا في الاحتفال الذي سيقام بمناسبة تأسيس اتحاد كرة اليد. وتتوقع إسرائيل أن تستفيد من حسن مصطفى في تطوير كرة اليد، بالمشاركة في مباريات ودية مع المنتخبات المصرية المناظرة!!
يذكر أن حسن مصطفى وافق من قبل على لعب منتخب مصر ضد المنتخب الصهيوني في المباراة التي تحولت إلى مشاجرة ضخمة داخل الملعب، طرد خلالها أغلبية اللاعبين المصريين، بسبب تحيز الحكم الأجنبي!!

Labels:

نواب "الكيف" على أبواب الكنيست


حزب الورقة الخضراء: زراعة البانجو فوق السطوح

"إسرائيل يجب أن تسمح لمتعاطي البانجو والحشيش بزراعة النباتات المخدرة فوق أسطح منازلهم. كما يجب أن تسمح بافتتاح "كافيهات " لتقديم المخدرات في المناطق الصناعية كما يحدث في هولندا". هذه الكلمات هي النقطة الأولى في البرنامج الانتخابي لحزب "الورقة الخضراء" في "إسرائيل". وهذه العبارة التي تبدو فانتازية للغاية دفعت بحزب الورقة الخضراء إلى الأمام في استطلاعات الرأي، حتى أنه بات مرشح للحصول على مقعدين في انتخابات اليوم.
رئيس الحزب "بوعاز فيختال" الذي خاض الانتخابات في الدورتين السابقتين يتوقع أن يعبر حزبه نسبة الحسم هذه المرة بسبب زيادة نسبة الأصوات العائمة، والتفاف أعداد من الشباب حول حزبه. نتيجة دعوته لإلغاء جميع الدعاوى القضائية المرفوعة على شباب بتهمة تعاطي المخدرات.
الطريف أن "فيختال" يؤكد أن حزب تعلم الدرس من الانتخابات الماضية ولم يعد حزب الموضوع الواحد، فهو الآن لا ينادي بإباحة المخدرات فقط، ولكن يدافع عن الشواذ أيضا، ويدعو لتقنين الزنا، بل ويدلي برأيه في القضايا السياسية كالصراع العربي- الإسرائيلي، ووضع القدس!
وقد تحول حزب الورقة الخضراء إلى فاكهة الصحافة الإسرائيلية طوال الفترة الماضية، ففي يديعوت أحرونوت يقول "فيختال" أن أدعو لتقنين الدعارة، فمن الأفضل الإشراف على الدعارة وفتيات الليل، بدلا من تركهم فريسة لعصابات المافيا، وأباطرة الجريمة المنظمة. كما أن الدعارة أقدم مهنة في التاريخ. لذلك لا يمكن القضاء عليها، والحل في تقنينها حتى نقضي على تجارة الرقيق الأبيض، ونفتح الباب أمام الرجال والنساء الراغبين في الالتحاق بهذه المهنة للعمل في آمان. وفي ظل هذه التنظيم ستتمكن الدول من جمع ضريبة الدخل منهم، فيستفيد الطرفان. كما ستخفض المخاطر الصحية الناجمة عن الدعارة إذا ما خضعت لإشراف الدولة.
وفي سؤال وجهته صحيفة معاريف لرئيس الحزب، حول إذا ما كان سيمرر في الكنيست قانونا لإباحة تعاطي الحشيش والبانجو أجاب: بالطبع، لقد أعددنا مشروع قانون بهذا المعنى. وهدفنا إباحة زراعة البانجو وكل النباتات المخدرة في المنازل، فوق الأسطح، وفي البلكونات. لأن ذلك سيقطع العلاقة بين متعاطي المخدرات الخفيفة والتاجر الذي يجرجرهم لإدمان المخدرات الخطيرة. وعلى ذلك فإن الزراعة المنزلية، وفتح "كافيهات" لبيع المخدرات هي أفضل طريقة لحل المشكلة.
ويعتز أعضاء حزب الورقة الخضراء بأنفسهم كثيرا ففي سؤال وجهته يديعوت أحرونوت لمرشح الحزب حول إذا ما كان سيستغل الحصانة لتدخين "جوينت بانجو" داخل الكنيست؟ أكد أنه يحترم الكنيست والقانون، ولن يستغل الحصانة استنغلال سيء، كما يفعل أعضاء الكنيست الأخرون الذين يبحثون عن الثراء، والمكاسب المادية!!

نجاح "الورقة الخضراء" في استطلاعات الرأي بدا غير مسبوق، مما شجع أحزاب مستقرة انتخابيا للاقتباس من برنامجها. فقد أعلن حزب ميرتس أنه سيدافع عن حقوق الشواذ ومتعاطي المخدرات. فيما اعتبره "إيهود شيم طوف" المرشح رقم (2) في حزب "الورقة" محاولة لسرقة ناخبي الحزب الجديد. وكانت النتيجة أن انخفضت مقاعد ميرتس، ولم تنجح الورقة الخضرا في تكييف الناخبين!!

Labels:

سيموت هذا العام!!


حاخام يتنبأ بوفاة حسني مبارك نهاية العام


انضم حاخام يهودي شهير يدعي الحاخام دافيد بصري مدير أكاديمية تلمودية عليا تعرف باسم (يشيفا السلام) إلى الفلكي التونسي الشهير حسن الشارني الذي تنبأ باضطربات وتغييرات سياسية عنيفة في مصر عام 2005.
فبينما كانت إسرائيل تحتفل الأسبوع الماضي بحلول السنة العبرية الجديدة وهي سنة تسير وفقا للتقويم القمري، فجرت صحيفة يديعوت أحرونوت مفاجأة من العيار الثقيل. لقد تنبأ الحاخام دافيد بصري كبير حاخامات القبالاه (علماء التصوف اليهودي) بإن الزلزال الذي وقع في إسرائيل يوم رأس السنة، بدرجة 4.7 على مقياس ريختر، مذكور منذ حوالي سبعمائة في كتاب الزوهر أهم كتب التصوف اليهودي. وأن هذا الزلزال، وحادث كسوف الشمس الذي تواكب مع بداية السنة العبرية الجديدة يعني، وفقا للتفاسير الباطنية و(الغموضية) للعهد القديم أن الرئيس مبارك سيتوفى قبل اكتمال السنة العبرية (ومدتها 12 شهر)، كما سيحدث اضطراب شديد في مصر. وفي المقابل تعم الفرحة والسعادة الغامرة إسرائيل.
وقد تنبأ الحاخام الإسرائيلي بصري المعروف في إسرائيل بأنه صاحب كرامات، ويعالج المرضى على شاشات التليفزيون الإسرائيلي بناء على اتصاله بمخلوقات من العالم الآخر لشدة تقواه!!، تنبأ أن العام العبري القادم الذي يبدأ من نهاية شهر سبتمبر 2005، وينتهي مع مطلع شهر أكتوبر (تشري) العام القادم سيحمل سنة ممطرة، ومثلجة في فلسطين، وسيعم الخير الكثير.
أما كسوف الشمس الذي حدث في بداية السنة اليهودية فيحمل مشكلة وضائقة عظيمة للرئيس المصري، وكما جاء في كتاب الزوهر، وهو أهم كتب التراث اليهودي "الصوفي"، وصدر عام (1280م): "إذا وقع كسوف الشمس في نهاية شهر سبتمبر يدل ذلك على حدوث أضرار كثيرة لملوك وحكام الشرق القديم، وتحدث مجاعات، وجفاف، وتموت الثروات الحيوانية، وتقل معدلات الأمطار، وتهب الرياح والعواصف الشديدة". أما إذا حدث كسوف الشمس في مطلع شهر أكتوبر، فيشير "الكسوف لوفاة حاكم مصر، أو كما جاء في كتاب الزوهر مرجعية التصوف اليهودي: "ويموت حاكم مصر هذا العام".وأوصى الحاخام أنصاره من اليهود بتوزيع الصدقات، والإكثار من الصلاة، ودرء الخلافات فيما بينهم.

الطريف أن الحاخام "دافيد بصري" يعتمد في تفاسيره الباطنية وتنبؤاته الغامضة على كتابات الحاخام إسحاق بن لوريا واضع علم القبالاه اللوريانية، وقد ولد هذا الحاخام عام 1534- وتوفى سنة1572، ويلقب بالـ"آري، بمعنى الأسد". وقد ولد إسحاق لوريا في القدس وعاش معظم حياته في مصر، وكتب في مدوناته أن الزلزال الذي يتزامن مع رأس السنة العبرية يعني أن العام القادم يكون خيرا على إسرائيل، وشرا على أعدائها. ويضيف إسحاق بن لوريا: " إذا وقع كسوف الشمس في بداية شهر تشري (المقابل لشهر أكتوبر الشمسي)، يموت حاكم مصر في نفس العام، وتقع المجاعة، والحزن يعم جميع أقطار الشرق التي تعبد إلها غير إله اليهود".
المثير في الأمر أن أفكار رجال القبالاه تسيطر على المجتمع الديني والسياسي في إسرائيل، حيث يزور المرشحين لرئاسة الوزراء الحاخامات القباليين للحصول على مباركتهم لدخول الانتخابات. ويقول الدكتور عبدالوهاب المسيري في موسوعته اليهود واليهودية والصهيونية أن القبَّالاه حوت كثيراً من الأساطير الفلكلورية بالنسبة لرؤية الكون، و تأثرت كتبها بالعقائد الشعبية والخرافية، وبخصوص المذهب الذي وضعه ربي اسحاق بن لوريا وعرف بالقبالاه اللوريانية فقد طرح تصوراً للإله والكون ينطوي على كثير من الوثنية والشرك، ومع ذلك زادت هيمنة القبَّالاه على الفكر اليهودي. وصارت لها نفس درجة القداسة الممنوحة للعهد القديم والتلمود. ويؤمنون القبَّاليون بأنهم أصحاب معرفة خفية باطنية توصِّلهم إلى المعنى الحقيقي والباطني للعهد القديم والتلمود الذي يجبُّ المعنى الظاهر.

Labels: ,

إهانة وفد تطبيع اقتصادي من لجنة السياسات



الضباط الإسرائيليين "ذنبوهم" ساعتين على أرجلهم في المطار
جهاز الشاباك حقق معهم وطلبت أسماء أمهاتهم



كشفت صحيفة هاارتس النقاب عن فضيحة جديدة من فضائح التطبيع الاقتصادي أبطالها رجال أعمال أعضاء في لجنة السياسات. الصحيفة العبرية كشفت أن وفدا من رجال الأعمال المصريين سافر إلى إسرائيل الأسبوع الماضي للمشاركة في مؤتمر عن العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وتل أبيب. ومع ذلك تعرض رجال الأعمال التطبيعيين لإهانات لا تحتمل من ضباط مخابرات إسرائيليين تابعين لجهاز (الشاباك).

الغريب أن رجال الأعمال "المحترمين" لم يفاجئوا بالإهانات في مطار بن جوريون مثلا، بعدما زلت أقدامهم.وفشلوا في التصرف، لقد بدـ الحلقة الأولى من مسلسل الإهانة في القاهرة عندما تقدموا بطلب للحصول على تأشيرة دخول لإسرائيل من سفارة تل أبيب بالقاهرة، فطلبت منهم السفارة الخضوع لتحقيقات واستجوابات، وتعبئة ملف ضخم من الاستمارات التي تطلب منهم معلومات شخصية، وخاصة جدا، أغربها تحديد الاسم الكامل والدقيق لأمهاتهم، وخالاتهم وعماتهم!!
الفضيحة "المطبعين" صارت على كل لسان في إسرائيل بعد أن نشرتها صحيفة هاارتس يوم الجمعة الماضي، وموقع غرفة التجارة الإسرائيلية على شبكة الانترنت، وجاء في التفاصيل التي نشرتها هاارتس أن وفد رجال الأعمال المصريين وصل إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، واشتكوا من معاملتهم بأسلوب مهين، واستعلائي من قبل السفارة الإسرائيلية في القاهرة التي احتقرتهم، وتواصل هذا الأسلوب في المعاملة على يد ضباط (الشاباك)، وضباط الأمن بمطار بن جوريون.
وكانت بعثة "المطبعين" الاقتصاديين قد سافرت لتل أبيب للمشاركة في سيمنار خاص عن أفاق العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسرائيل، قام بتنظيمه صندوق "فريد ريش أيبرت" الألماني الذي يقيم استثمارات كبرى في مصر وإسرائيل. الغريب أن أكثر من تعرض للإهانات هو رئيس وفد التطبيع، وهو أحد قيادات مدينة بورسعيد الباسلة، وعضو لجنة السياسات، المهندس فؤاد عبد الرحمن ثابت، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة ببورسعيد. والذي يشغل عدد كبير من المناصب الأخرى أبرزها عضويته في المجلس القومي للمرآة!
وبحسب موقع الغرف التجارية بإسرائيل فقد شكا أعضاء الوفد المصري من تعرضهم لتحقيقات منهكة ومهينة في مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، كما اضطروا للقيام بإجراءات صعبة للحصول على "فيزا". وأنهم اضطروا للإجابة على أسئلة غير مرتبطة بالهدف من زيارتهم، مما أشعرهم بأنهم محل شك واتهام بالغ الخطورة من قبل المخابرات الإسرائيلية.
ويبدو أن ما أغضب رجال الأعمال التطبيعيين أنهم لم يكتفوا بالإهانات التي تعرضوا لها في مقر السفارة الإسرائيلية، والتحقيق معهم بمعرفة ضباط إسرائيليين، وسافروا لتل أبيب. وكانت النتيجة أن اضطروا حسب روايتهم للوقوف ساعتين كاملتين على أرجلهم في مطار بن جوريون. قام الضباط الإسرائيليون بـ"تذنيبهم" فترة قبل أن يتعطفوا عليهم ويفتشوهم تفتيشا ذاتيا كالمجرمين..ثم سمحوا لهم فيما بعد بدخول إسرائيل!
يذكر أنها ليست الحادثة الأولى التي يهين فيها ضباط الأمن بمطار بن جوريون المطبعين المصريين، وكان نفس الضباط قد أصروا العام الماضي على أن يخلع أحد المطبعين المصريين ملابسه الداخلية وحذائه، وأن يُسَمِع لهم المحاضرة التي جاء لإلقائها في إسرائيل في واحدة من مؤتمرات التطبيع.


وتماما كما فعل المطبع السابق، فعل رجال الأعمال المطبعون بدلا من أن يثوروا لكرامتهم، ورجولتهم بعد ما فعل بهم في القاهرة وتل أبيب ، ويقرروا مقاطعة إسرائيل، اشتكوا لـ"أصدقائهم" في تل أبيب من أنهم قد يتعرضون لمخاطر حقيقية في القاهرة بسبب مشاركتهم في التطبيع. وطلب منهم المهندس فؤاد ثابت رئيس الوفد تخفيف العقبات التي تعترض التطبيع الاقتصادي. الغريب أن هاارتس سخرت منه "بالذات"، وقالت أنه: استهل لقاءه مع الصحفيين بمونولوج طويل يشكو فيه الطلبات الصعبة التي تصر عليها السفارة الإسرائيلية في القاهرة، والتي اضطرته للف على أعمامه وعماته، وأخواله وخالاته للتأكد من أسمائهم بدقة. وتضيف الصحيفة: ويقول المهندس فؤاد ثابت بأسلوبه المسرحي: لو كنت سأعمل في جهاز أمني مصري لما كنت سأحتاج لإحضار كل هذه التفاصيل".

الطريف في الأمر أنه رغم كل هذه المتاعب والإهانات، فإن القنصل الإسرائيلي في القاهرة أيال سيسو أصر على تكذيب رجال التطبيع جملة وتفصيلا، حيث قال لـ"هاارتس" أن هذا الوفد بالذات لقي معاملة خاصة، واستثنائية، وحصل على التأشيرات في غير أوقات العمل الرسمية، وفي يوم السبت تحديدا، قبل 24 ساعة من السفر لإسرائيل. ويضيف سيسو: "لماذا يغضبون، لدينا احتياطات أمن، ولا مناص من تنفيذ كل الطلبات، والإجابة على كل الأسئلة".
ويعترف القنصل الإسرائيلي أن السفارة ليست صاحبة القرار إصدار تأشيرات للمصريين بدخول إسرائيل، وأن المسئول عن هذا الأمر هو جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الشاباك الذي لا يهمه الضرر الذي يسببه للتطبيع الاقتصادي.
صحيفة هاارتس تشير إلى أن هذا الوفد الاقتصادي لم يكن الأول في الشهور الأخيرة، وأن إسرائيل تنتظر في الفترة القريبة القادمة وفودا أخرى من رجال الأعمال المصريين، لدرجة أن رحلات شركة العال المسافرة من القاهرة إلى تل أبيب محجوزة لعدة أشهر قادمة!!
ومع ذلك يشكو أعضاء "وفد التطبيع الاقتصادي" من أنهم لم يحصلوا على معلومات كافية عن الاقتصاد الإسرائيلي، وحجم التجارة الخارجية، ونوعية السلع والبضائع التي يمكن أن يستوردها رجال الأعمال المصريين من إسرائيل، والتي يمكن أن يصدروها فيما بعد!


ذلك برغم أن "وفد التطبيع" التقى السفير المصري محمد عاصم، ومندوب وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية، وعدد كبير من رجال الأعمال الإسرائيليين، وجميع أعضاء غرفة التجارة المصرية الإسرائيلية برئاسة رجل الأعمال "ألبرت بابوشادو"، ومندوب مركز بيريس للسلام، برئاسة رون فونداك، وأكاديميين إسرائيليين أبرزهم شمعون شامير السفير الإسرائيلي الأسبق بالقاهرة، وعمان. والبروفيسور يائير هيرشبيلد من مهندسي اتفاقية أوسلو، وعدد أخر من المسئولين الإسرائيليين، لكن يبدو أنهم ضيعوا الوقت في أشياء اخرى!!
يذكر أن موقع غرفة التجارة الإسرائيلية على شبكة الانترنت يفيد أن حجم التبادل التجاري بين مصر وإسرائيل يصل إلى 60 مليون دولار سنويا، 40% منهم صادرات إسرائيلية لمصر، ويتوقع الإسرائيليون زيادة هذا الرقم مع التشغيل الكامل لاتفاقية الكويز

Labels:

السفير الإسرائيلي في القاهرة: مبارك عجز فقد قدرته على التركيز


شركاء الرئيس قلقون من حالته الصحية

تجاوز السفير "الإسرائيلي" لدى القاهرة شالوم كوهين حدوده، وتعامل باستخفاف مع قيمة مصر من خلال توجيه انتقادات وقحة لرئيسها، لإثبات ضعف دورها في المنطقة، وتهافت وزرائها على التعاون مع "إسرائيل".
جاءت تصريحات كوهين المستفزة على صفحات جريدة "هاآرتس" الأسبوع الماضي ضمن عدد من التقارير الصحفية التي كتبها محررها السياسي الشهير "عكيفا ألدار" عقب زيارته للقاهرة بدأها بتقرير بعنوان "سياحة الانتخابات في القاهرة". استهله بأن العاملين في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة يشعرون بأن الانتخابات الإسرائيلية على الأبواب. صحيح أن الصناديق الزجاجية لم تصل من تل أبيب بعد، لكن أجراس الانتخابات الإسرائيلية تدق بقوة في مصر. فما أن غادرت القاهرة وزيرة الخارجية "تسيفي ليفني"، حتى جاء وزير الدفاع شاءول موفاز، وعاد موفاز إلى تل أبيب، فوصل أحمد الطيبي، وما أن أقلعت طائرة الطيبي، حتى هبطت طائرة عامير بيرتس رئيس حزب العمل.
ويفسر "ألدار" هذه الزيارات بقوله أن: "أعضاء الأحزاب الإسرائيلية من اليسار والوسط يحتاجون لتدعيم موقعهم الانتخابي، وليس هناك أفضل من لقاء عاجل مع رئيس عربي ودود.
وفي التقرير ذاته قال السفير الإسرائيلي "شالوم كوهين": "المصريون ليسوا سذج. أنهم يدركون أن موفاز لم يجر خلفه عشرات الصحفيين لأن لديه رسالة عاجلة جاء يقولها للرئيس مبارك. فقد جاءت قبله بأسبوعين، تسيفي ليفني، وبالتأكيد أنها قالت كل ما في جعبة الإسرائيليين. علاوة على أن موفاز زار مصر منذ شهرين. كما أن العلاقات والتعاون بين القيادة الأمنية المصرية والإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة يسير بشكل جيد للغاية، بل ويتوطد لكن مشكلة هذه الزيارات أن الوقت المتوفر لمبارك محدود، ومشاكل مصر غير محدودة. كما أن علامات التقدم في السن (78 عام) صارت واضحة جدا على وجهه، وقدرته على التركيز، وعدد الساعات التي يستطيع تخصيصها للعمل".
وقالت الصحيفة: "مبارك ينظر إلى شعبه من أعلى، فهو يحكم مصر منذ 24 عام، وهي أطول فترة أمضاها حاكم مصري على مقعده منذ عهد محمد علي. 65% من المصريين ولدوا في عهد مبارك، ولم يختبروا حاكم غيره. غير أن الحالة الصحية السيئة للرئيس باتت تزعج شركائه السياسيين في الداخل، بل ومؤيدي النظام المصري العلماني في الخارج، وفي المقدمة، بالطبع، الولايات المتحدة الأمريكية. ووفقا للتقارير الصحية فإن مبارك يعاني من مشاكل في الأذن الوسطى، تتسبب في أن يفقد توازنه، ويسقط مغشيا عليه. هذا بخلاف آلام الركبة التي جعلته يتوقف عن ممارسة لعبة الاسكواش، وهي رياضته المفضلة.
..وينصح الإسرائيليين بحفر قبر حماس
يضيف كوهين: "مبارك مستعد للابتسام أمام الكاميرات، والتقاط الصور مع كل سياسي إسرائيلي يوافق على إبعاد تهديد "حماستان" عن مصر. خاصة وأن انتصار حماس في انتخابات المجلس التشريعي، وانتصارها الساحق في قطاع غزة، يزعج مصر بشكل غير مسبوق. لقد حاول مبارك أن يقنع موفاز أن التصريحات الهجومية ضد حماس، والعقاب الجماعي للفلسطينيين ستعزز مواقع حماس في الشارع الفلسطيني. واقترح مبارك أن تحرص الحكومة الإسرائيلية على الصمت، وأن تترك حماس تقع في الفخ، فإما أن تتخذ مواقف معتدلة، وأما أن تتفكك، أو تحفر قبرها بنفسها.لذلك فإن أبو مازن يحتاج لفترة زمنية لن تقل عن عدة أسابيع. لكن أهم ما في الموضوع ألا يظهر أبو مازن وكأنه يتعاون مع إسرائيل ضد حماس.
في العدد الأسبوعي من الصحيفة، الجمعة (24- 2)، ناقشت هاآرتس بروز قوة الإخوان المسلمين وقال "ألدار" أن المستشرق الشهير برنارد لويس يرى أن النساء المصريات ستلعبن دورا كبيرا في تحديث المجتمع، وزيادة مساحة الحريات به، لكن ضباط الاستخبارات الإسرائيلية يرون أن النساء فعلا ستلعبن دورا كبيرا لكن في الاتجاه العكسي، خاصة في ظل اتساع موجة التدين بمصر والتي بدأت تخترق الطبقات الحاكمة نفسها. ويضيف "عكيفا ألدار" أن المحللين بالموساد اختاروا أن يضعوا عدة خطوط حمراء سميكة أسفل معلومة مؤكدة ما لبثت أن تصل إليهم تشير إلى أن زوجة أحد كبار المسئولين الأقوياء في مصر، لا تخرج من بيتها دون وضع النقاب.
وترى هاآرتس أن مبارك تلاعب كثيرا بملف التيار الديني لخدمة مصالحه، فقد استخدم فزاعة الإخوان المسلمين لصد الضغوط الأمريكية الداعية للإصلاح الديمقراطي. لأنه يفضل تيار ديني مراقب ومحاصر، ومحظور بحكم القانون، عن تيار سياسي ليبرالي يمكن أن يشكل بديل غير إسلامي. وساعتها سيكون من الصعب صده بواسطة المناورات الدستورية، والاعتقالات والتهديدات.
..العادلي مستعد للتعاون مع كوهين
ولم تتوقف مفاجآت شالوم كوهين عند هذا الحد، فقد أشار إلى أن القاهرة هي العاصمة الوحيدة تقريبا التي تقيم معها إسرائيل علاقات دبلوماسية، وتحظر على السياح الإسرائيليين زيارتها. فمنذ تفجيرات طابا وشرم الشيخ اختفى الإسرائيليون تقريبا من جميع المناطق السياحية بسيناء.
ويرجع كوهين السبب في تراجع السياحة الإسرائيلية بمصر إلى التحذيرات الحازمة التي تصدرها وحدة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية شهريا، وتمنع سفر "الإسرائيليين" إلى الدول العربية. ذلك على الرغم من أن موفاز قال للمراسلين الإسرائيليين أنه اتفق مع الرئيس مبارك على إمكانية إجراء حوار بين الدولتين فيما يتعلق بقضية مكافحة الإرهاب الدولي.
وهنا يفجر كوهين مفاجأة مدوية، عن لقاءاته بوزير الداخلية حبيب العادلي، وعروض الأخير للتعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية في تأمين السياحة على الأراضي المصرية، حيث يقول كوهين: "لا أتوقع زيادة حجم السياحة الإسرائيلية لمصر في الوقت الحالي..لقد أخبرني وزير الداخلية المصري حبيب العادلي منذ عدة شهور أنه مستعد للتنسيق مع أجهزة الأمن الإسرائيلية في عملية تأمين السياحة الإسرائيلية بمصر، ومع ذلك لم تلتقط أجهزة الأمن الإسرائيلية هذه الرسالة حتى الآن". ويرى كوهين أن أجهزة الأمن في إسرائيل تستهل إصدار أوامر منع السفر، لكنها تنسى إلغاء هذه التحذيرات بعد فترة، وأن هذه الأجهزة يستحيل أن تصدر أوامر منع شفر مشابهة إلى أمريكا أو إنجلترا على الرغم من التفجيرات التي طالت هذه الدول.
..ويفصل الدستور على مقاس ولي العهد
وأضاف "ألدار": "حتى يتم تفادي هزات ضخمة بمصر في المستقبل، بدأ مبارك يفصل الدستور، مبكرا، على مقاس ولي العهد، جمال مبارك (42) سنة. وهو شاب على النقيض من أبيه تماما. الأب نشأ في قرية فقيرة، وفهم إلى حد ما طبيعة المشاكل التي يعاني منها الفقراء، أما جمال فهو يسير منذ طفولته في صالات القصور والفيلات. وهنا يبرز السؤال هل ستسير مصر على خطا الأردن، وسوريا؟ هل ستوفر المعارضة الإسلامية غطاء شرعيا لولي العهد، لتثبت مصر للعالم أنها استطاعت أن تصل بالديمقراطية إلى مرحلة ما بعد الحداثة!!

Labels:

eXTReMe Tracker