Tuesday, February 10, 2009

ليفنى.. عصفور من الموساد


٩/ ٢/ ٢٠٠٩

لا تحب ليفنى سماع صوت العصافير، ولا تربى طيور الزينة فى منزلها.. فهى تكره اسمها العبرى (تْسِيپورا- أى عصفورة)، لذلك اختارت اسم التدليل المختصر ليكون اسمها الرسمى الذى تواجه به الساحة السياسية الذكورية فى إسرائيل.
استطاعت «تسيبى ملكا ليفنى» ترسيخ أقدامها بقوة فى الساحة السياسية الإسرائيلية عبر عدة حقائب وزارية مثل الزراعة، والهجرة والاستيعاب، والإسكان، والعدل، والخارجية.
ومنذ تبناها رئيس الوزراء الأسبق آرييل شارون، وهى تقطع خطوات واسعة وسريعة على المسرح السياسى. تمكنت من الانتصار على شاؤول موفاز فى الانتخابات الداخلية بحزب كاديما بمنتهى السهولة، لكن المعركة الانتخابية على مقعد رئاسة الوزراء ليست بالأمر الهين، لاسيما أنها فشلت فى تكوين ائتلاف حكومى وتقديمه للرئيس الإسرائيلى فى الموعد المقرر، عقب نجاحها فى رئاسة حزب كاديما، واستقالة رئيس الوزراء إيهود أولمرت، الأمر الذى قاد إسرائيل إلى انتخابات مبكرة هى الثانية فى غضون عامين تقريبا.
حملة حزب الليكود تصفها بالسيدة الضعيفة، والشعار الأساسى فى اللافتات المناوئة لتسيبى ليفنى فى الشوارع الإسرائيلية هو: «المنصب أكبر من قدرتها على الاحتمال»، بعض الجمعيات النسوية فى إسرائيل اعترضت على هذا الشعار «الذكورى»، لكن ليفنى لم تتمكن من إثبات العكس حتى اليوم.
فتاريخها السياسى فى الوزارات المهمة، مثل الخارجية موصوم بالفشل، كما أن ماضيها الأمنى فى جهاز الموساد الإسرائيلى لا يقنع أحدا فى إسرائيل، فالتقارير التى سربها الموساد للصحف الغربية تفيد بأنها لم تكن أكثر من مديرة منزل آمن، يبيت فيه عملاء الموساد.
كثير من الإسرائيليين يؤكدون للصحف العبرية أن ليفنى، ومن ثم حزب كاديما، لا تحظى بثقتهم كرئيسة للوزراء، بسبب ضحالة خبرتها الأمنية، وعدم وجود جنرالات مقنعين للرأى العام فى صفوف حزبها يمكنهم تولى أمر وزارة الدفاع فى هذه الأوقات العصيبة، وهى واحدة من أهم الوزارات السيادية فى إسرائيل.
محاولات ليفنى لاستعادة صورة جولدا مئير لم تخدمها كثيرا، خاصة أن الشارع الإسرائيلى يحترم السيدة العجوز، لكن الأجيال الأكبر سنا لا تنسى أن جولدا تعرضت للهزيمة على يد الجيشين المصرى والسورى عام ١٩٧٣، بسبب استسلامها لغرور وزير الدفاع موشيه ديان، وعدم إدراكها الكافى لم يطرحه جنرالات الجيش من قضايا شائكة.

المسمار الحاد فى نعش ليفنى دقه المدون الإسرائيلى «جولدبرت ليفاف»، الذى يقود حملة مدونات قاسية ضد ليفنى مزودة بالصور المعدلة بطريقة الجرافيك. وتظهرها شبه عارية تارة، وداخل قاعدة الحمام..وتسخر من علاقتها، المشكوك فى قيمتها، بجهاز الموساد.
الضربة الثانية جاءت من الصحفى الإسرائيلى اللامع «آرى شافيط» المحلل السياسى بجريدة هاآرتس. وقد كتب مقالا عبارة عن صيحة تحذير، و شهادات جمعها من المقربين من ليفنى، تكشف أنها: «شخصية مترددة، لا تتمتع بفضيلة الصبر، ولا النفس الطويلة.. نادرا ما تصغى للناس بشكل جيد لتفهم ما يقولون.. لا تستطيع مواصلة النقاش والتعمق لفترة طويلة.. تفكيرها مشوش، فلا تميز بين الرئيسى والثانوى».
مقال شافيط أحدث ضجة كبيرة فى الشارع الإسرائيلى وفى استديوهات التحليل التليفزيونى، ربما لأن هذه الصفات لها ما يؤكدها فى واقع سلوك تسيبى ليفنى. ويكفى تأمل التوتر الحاد بينها، وبين القصر الرئاسى فى مصر، بسبب قضية تهريب السلاح، فهى شخصية لا تجيد التمييز بين ما يقال علنا، وما يقال فى الغرف المغلقة، حسب تصريحات مسؤول مصرى كبير.
استطلاعات الرأى تشير إلى أن حزب كاديما سيحصل على حوالى ٢٣ مقعداً، ليصبح القوة رقم (٢) فى الكنيست بعد حزب الليكود، وقبل حزبى إسرائيل بيتنا والعمل على الترتيب، غير أن ليفنى تحاول تقليص الفارق بينها وبين الليكود قبل ساعات من الانتخابات.
خاصة أن المحللين يتوقعون انفراط عقد حزب كاديما فى حالة عدم فوزه فى الانتخابات، وإدراجه فى الحكومة الإسرائيلية. السبب فى ذلك أن (كاديما- إلى الأمام) حزب مصلحى أسسه شارون بعد انسحابه من الليكود.
وجمع فيه منتخبا من السياسيين الإسرائيليين المنتمين لليسار واليمين والوسط، فى توليفة تمكنت من الانتصار فى معركتين انتخابيتين. لكن كل شخص منهم خسر على حدة، نتيجة اتهامه بالنفعية، وتوصيفه بالسياسى المرتزق الذى باع حزبه الأصلى مقابل مقعد وزارى يوفره شارون.
وفاة شارون المؤجلة، وتعاقب أولمرت الباهت، ثم ليفنى الضعيفة على رئاسة الحزب قد تؤدى لعودة كل عضو من أعضائه من حيث أتى. وتختفى ظاهرة كاديما من على خشبة المسرح السياسى الإسرائيلى، ويتحول اسم الحزب فى عهد ليفنى إلى «آخورا- للخلف در».



برنامج الحزب

- القدس العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل.
- إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية.
- دفع عملية السلام وترسيم حدود إسرائيل بناء على خريطة الطريق.
- ضم الكتل الاستيطانية فى الضفة الغربية لإسرائيل.
- حل مشكلة الزواج المدنى.
- تحقيق مطالب المساواة بين الأقليات الإسرائيلية المختلفة

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker